سقطت البرتقالة الهولندية أمام التشيك، ومضى الأمر كأنه من عادة منتخب هولندا المرشح الخروج من البطولات بخفي حنين، الذي بات يقيم في أمستردام، وخرج المنتخب البرتغالي حامل اللقب أمام هازارد نجم بلجيكا الغائب منذ فترة طويلة، لكنه عاد بقذيفة هزت المرمى البرتغال.. وهكذا هي كرة القدم لعبة لا تصلح معها توقعات خبراء، أو حسابات بناء على مباريات تصفيات أو تصنيف الفيفا أو كمية نجوم يلعبون في فرق ولا يلعبون معاً.
الليلة نحن على موعد مع واحدة من المباريات الكلاسيكية في عالم كرة القدم، ألمانيا في مواجهة إنجلترا باستاد ويمبلي، تماماً كما في كلاسيكيات السينما فيلم «ذهب مع الريح» !
عند سؤال نجم الكرة الإنجليزية الأسبق جاري لينكر عن كرة القدم منذ أكثر من 20 عاماً، أجاب بعفوية: لعبة كرة القدم هي لعبة بسيطة، فهي عبارة عن 22 شخصاً يتنافسون على الكرة طوال 90 دقيقة، وفي النهاية الألمان دائماً يفوزون.
هل هذا حقيقي؟
يقول التاريخ: حتى الآن وقعت 36 مواجهة بين المنتخبين، وفاز المنتخب الإنجليزي في 16 منها مقابل 13 انتصاراً لألمانيا، وتعادلا في 7 مباريات.
ويقول الألمان: عندما نصل إلى الدور قبل النهائي في أي بطولة، فإن عقليتنا هي لن نخسر.. وربما أفضل تعقيب على ذلك أن نذكر الألمان أنهم خسروا أربعاً من آخر ست مباريات في نصف النهائي !
التاريخ وحده لا يكتب سيناريوهات الحاضر في كرة القدم، نعم فكرة القدم لا تُلعب في فراغ الأساطير. والتاريخ موجود لا يمحى، يحدق بك، ولن تتجاهله، ويمكنك أن تحفظه، وتتذكره، وتحتضنه، لكنه لن يكون كافياً كي يدفعك إلى انتصار ما في مباراة ما، والواقع أن كرة القدم تلعب بالعقلية قبل الأقدام، وتلك ميزة الألمان بشكل عام.
قبل انطلاق البطولة الأوروبية قال توماس مولر في حوار مع مجلة بيلد: العامل الحاسم هو أننا لا نمتلك أفضل اللاعبين، بل لدينا عقلية، هؤلاء اللاعبون يعرفون كيفية الفوز، وقد أثبتوا ذلك.
العقلية تحسم أحياناً، وآخر ثلاثة مدربين فازوا بدوري أبطال أوروبا هم يورجن كلوب وهانسي فليك وتوماس توخيل، واثنان منهم مع الأندية الإنجليزية، كدليل على أن العقلية الألمانية يمكن أن تكون ناجحة مع الأقدام الإنجليزية.
إن كرة القدم لا يتحقق الفوز بها دائماً عن طريق التسديد والتكتيكات والخطط فحسب، بل من خلال بعض الخصائص التي قد نطلق عليها «الجرمانية»، وهو شيء في الماء يجعلهم ببساطة فائزين..
هل يشرب الإنجليز الليلة من هذا الماء؟