وكالة الإمارات للفضاء، هي أول وكالة عربية تخوض غمار الفضاء، وتقدم خمسة منجزات رئيسة منذ تأسيسها، لتصبح ضمن الكبار في هذا المجال الفذ، وكان نجاح وصول مسبار الأمل إلى المريخ، هو الهبوط على سطح الكوكب الأحمر، والذي احمرّت له وجنات ولمعت مقلٌ، وارتجفت فرائص، وازدهرت مشاعرٌ، لأن الوصول إلى هذا البعد المترامي يعني عناق ما شغفت به الأفئدة، وما تلهفت لأجله قلوب، وما اشتاقت لشأنه نفوس.
وقد تواصلت الرفرفة، واستمر التحليق، وأرسلت الإمارات حزمة من أقمار اصطناعية، تدور في فلك الكون الفسيح، بحثاً، ودراسة، واستقصاءً، وتمحيصاً ثم انضمام الإمارات إلى اتفاقية أرتميس، وأطالب خطة لتعزيز الاستثمار الفضائي.
هذه انطلاقات هائلة بصدد تحقيق طموح الإمارات، في مجاراة الكواكب والنجوم، والسعي نحو تلبية مطالب العقل، وما تفرضه علينا معطيات الواقع الإنساني، فاليوم العالم في سباق عقلي مهيب، واليوم العالم في مسعى دؤوب لتذليل عقبات الطبيعة، وتسخيرها لخدمة الإنسان، ومن يتأخر عن الركب يصبح في ذيل القافلة، وبالتالي يصير ذيلاً، لا يملك ما يجعله قوة عقلية ضاربة تحاذي النجوم، وتسبر نبض الكواكب، وتقدم للعالم ما يرفع من وزن عرباته، كي لا يقع في الطريق وحتى لا يصبح في الدنا بقايا فكرة، مؤجلة، لا تفي غرض الإنسانية.
الإمارات بفضل قيادتها الرشيدة وعت للأمر باكراً، ومع شروق شمس الحقيقة، صارت الإمارات عند الغياهب نوراً، وفي الليل الدامس شمعة، وعند سلطان النوم، يقظة، وعند سكنة اللحظات الأخيرة أضحت الإمارات في الوعي نبرة، وعبرة، وخبرة، وجملة مفيدة، تعبق الرواية الكونية بعبير الشدو في ساحات الفرح الإنساني، والانتصار على ما يعترض الإنسانية من حفر ومطبات.
في الإمارات اليوم تنمو أعشاب التطور، برفاهية وبذخ، وتتصاعد الأغصان جذلاً وتحلق طيور  الإبداع في السماوات العلا، محققة الطموحات بكل نجاعة، ونبوغ وهذا بعد خمسين سنة من السباحة في بحر من التطلعات، والغوص في أعماق محيطات التجربة، والبرهان، لأجل وطن لا يستحق إلا الفرادة، ويحق له أن يكون في المراكز الأولى ما دام ينعم بفكر قيادي بارع في القيادة، مذهل في الإجادة.