تخصيص دبلوم لدراسة إسعاد الناس لهو النهج الذي يسير في الوجدان كما تسير العذوبة في الشرايين.
تدريب رجال، ونساء من بني الوطن، ليكونوا بتلات زهر تعبق قلوب الناس بالطيب، وتلون وجوههم بالجمال، وتصنع من أياديهم صفحات بسطور تحمل على أرجائها جمل الحب، والتسامح، والتلاطف، هذه سجية من سجايا هذا البلد، والذي نشأ وترعرع، على مذهب طيب الذكر المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان ( طيب الله ثراه)، هذه سحنة تاريخ سبكت أيامه من ذهب النجباء، وحيكت أزمنته من أهداب الشمس.
وطننا الذي أصبح اليوم بفضل فضائه الشفاف، تؤمه الوجوه، والثقافات من كل حدب، وتحط في منازله، أجنحة أتعبها السغب، فما رأت، وما وجدت، غير هذه النجود كي تحط رحالها على هضيبها، لتنال السعة، والحياة الهانئة.
إسعاد المواطنين، عقيدة الذين أحبوا الناس، فأحبهم الخالق، وتفانوا من أجل الآخرين، فسخر لهم الله إمكانات وقدرات لا تقدر بثمن، وبذلوا، واجتهدوا، وسهروا، ودرسوا كل سبل ووسائل وأدوات تدخل الفرح في قلوب الناس فناولوا، الثقة، والإخلاص، والوفاء، والانتماء، والتضحية من أجل وطن هو الغصن والفنن، هو الحلم والشجن، هو الحضن، هو الحصن، هو البديع في عطائه هو المنيع في سمائه، هو كل ذلك لأنه مرفوع بشيم، وقيم، هو كذلك لأنه بناء أسس على المشاعر المرهفة، والأخلاق الدنفة، هو هكذا نشأ، واتسعت حدقاته، وارتفعت تيجانه، ورفرفت أعلامه، هو وطن لا يقبل إلا أن يكون مصباح المنير، وقاموس المحيط، هو وطن لا يقبل إلا أن يكون في العالمين وهجاً، ومنهجاً، وصفاقة مع الزمن لا تقبل الخسارة، ولا بور التجارة، إنه الموئل الذي نسجت جدرانه من رمل المحبة، وشيدت أسواره من حصى الوجد الكوني، متسعاً في علاقاته، عميقاً في مشاعره، مكتسحاً في معرفته، شاسعاً في كتابة التاريخ، مفعماً بمشاهد الوضوح ومن دون جملاً معترضة، أنه وطن ثمراته ليس من تفاحة قابلة للتأويل، بل هو شجرة رائقة، تسدل عناقيدها بصدق وإخلاص، لأجل الناس جميعاً، الأمر الذي جعل منه أرضاً مبسوطة، بحرير العلاقات، مرفوعة بأوتاد التفاني، مسقوفة، بجريد الوفاء.
الإمارات ستبقى في الوجود، حلم الباحثين عن موطئ قدم للسعادة، وعن مثوى للطمأنينة، وعن مأوى للنجاح، لأنها بلد مزروع بأعشاب التأمل، ومن يتأمل خارطتها يجدها سفينة تصعد على ظهر موجة في محيط يتسع لكل ألوان الحياة، ويحتوي على كل الوجوه.
حفظ الله الإمارات وأبقاها حضناً لكل الناس.