اقتراب دولة الإمارات العربية المتحدة من الاحتفال، في شهر يوليو المقبل، بمرور سبعة أعوام على تأسيس وكالة الإمارات للفضاء، أول وكالة فضاء عربية في المنطقة، فإن مسيرة الوكالة الناصعة بالتقدم تستحق تسليط الضوء على المنجزات التي كانت ذات يوم أحلاماً يتخيل رائيها أنها مستحيلة.

فبتأسيس «الوكالة»، بدأت الانطلاقة الحقيقية نحو تحقيق منجزات فضائية جعلت الدولة تتبوأ مكانة عالمية متقدمة في القطاع. ولمن أراد التمعّن في منجزات «الإمارات للفضاء»، فإنه يجد مجموعة من النجاحات التي حققتها في المجالات والأنشطة التي تدخل ضمن مهامها، أبرز تلك النجاحات تجسّد بوصول «مسبار الأمل»، المصنوع بأيدٍ إماراتية خالصة، إلى المريخ، الذي تولت «الوكالة» تمويله والإشراف على الإجراءات اللازمة لتنفيذه، يليه نجاحها في إنجاز استراتيجية وطنية لقطاع الفضاء، ترسم خريطة طريق بشأن صناعة الفضاء والأنشطة المُخطط لإنجازها حتى عام 2030، بما يُقدّم خدمات فضائية منافسة ورائدة، ويطوّر القدرات المحلية في البحث والتطوير والتصنيع الفضائي، ويحقق المزيد من المهمّات العلمية والاستكشافية، ويستقطب الاستثمارات، ويعزز الشراكات.وكالة الإمارات للفضاء، بوصفها جهة مختصة بمنح تصاريح الأنشطة الفضائية، ومسؤولة عن مراقبة الاستخدامات الفضائية للتأكد من أمنها وسلامتها، نجحت خلال مسيرتها في دعم إطلاق مجموعة من الأقمار الاصطناعية المصغرة، والإشراف عليها، كالقمر الاصطناعي «مزن سات»، الذي جاء في إطار أهداف «الوكالة» الاستراتيجية الخاصة بتنمية القدرات الوطنية، وتعزيز أنشطة البحث العلمي. كما يُسجّل للوكالة نجاحها في الحصول على عضوية مجموعة منظمات وهيئات عالمية ذات الصلة بشؤون الفضاء، كعضويتها في اللجنة الدولية لاستكشاف الفضاء، ولجنة الأمم المتحدة لاستخدام الفضاء الخارجي للأغراض السلمية، والاتحاد الدولي للملاحة الفضائية، وغيرها من المنظمات.

وتمكّنت الوكالة، استناداً إلى أهدافها المتعلقة بتعزيز الشراكات الوطنية والدولية، من إنجاز 50 شراكة مع وكالات إقليمية ودولية، وتوقيع أكثر من 30 اتفاقية ومذكرة تفاهم مع جهات محلية وخارجية، دعمت المشاريع التي تعمل الدولة على تحقيقها، وعززت التعاون الدولي، وحققت الاستفادة من تبادل المعرفة ونقل الخبرات.

وانطلاقاً من أهدافها في إنشاء مشاريع استثمارية في مجال القطاع الفضائي وإدارتها على أسس اقتصادية، أطلقت «الإمارات للفضاء» خطة لتعزيز الاستثمار الفضائي، تسعى من خلالها إلى تحقيق النمو المستدام لشركات الفضاء، وزيادة مساهمة القطاع الفضائي في الاقتصاد الوطني، بما ينسجم مع رؤية الدولة الطموحة في تنويع الاقتصاد واستدامته، والوصول إلى اقتصاد معرفي يقوم على الابتكار والتقنيات المتقدمة، وتشجيع رواد الأعمال على تأسيس أعمالهم في قطاع الفضاء.

* عن نشرة «أخبار الساعة» الصادرة عن مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية.