قد يكون الدعم الذي ساعد في جعل الطاقة الشمسية السكنية ميسورة التكلفة والسائدة في كاليفورنيا المشمسة قد وصل إلى حده الأقصى. تدعو أكبر المرافق في الولاية الجهات التنظيمية في كاليفورنيا إلى تقليل الحافز الذي يحصل عليه العملاء مقابل الكهرباء الزائدة التي ينقلونها إلى الشبكة من ألواح أسطح منازلهم. تؤكد المرافق، جنباً إلى جنب مع المدافعين عن المستهلك وحتى بعض دعاة حماية البيئة، أن الحافز يجعل الطاقة الشمسية أرخص لأولئك الذين يمكنهم بالفعل تحمل تكلفة الأنظمة، ولكنه يرفع فواتير الطاقة لأولئك الذين لا يستطيعون.
وعلى الجانب الآخر، تقول شركات الطاقة الشمسية إن خفض الحافز أكثر من اللازم وبسرعة كبيرة سيقضي على سوق الطاقة الشمسية على الأسطح ويعرقل جهود الولايات المتحدة لمكافحة تغير المناخ. سيختبر هذا الجدل التزام كاليفورنيا بسياسة حققت العجائب لانتقال الولاية إلى الطاقة النظيفة.
ووفقاً لمعظم الحسابات، كان برنامج تقديم الحوافز نظير استخدام الطاقة الشمسية على الأسطح التابع للولاية، ناجحاً بشكل كبير منذ إنشائه في منتصف التسعينيات. فكاليفورنيا، وهي أكبرولاية للطاقة الشمسية في أميركا، لديها الآن أكثر من مليون سطح تعلوه الألواح. وهذا الحافز، المسمى «صافي القياس»، يدفع للمنازل المكسوة بالطاقة الشمسية سعر التجزئة الكامل للكهرباء مقابل أي طاقة زائدة تقوم بتصديرها إلى الشبكة.
وقال «ماثيو فريدمان»، المحامي في شبكة إصلاح المرافق، وهي مجموعة مناصرة للمستهلكين: «يضطر العملاء والمستأجرون من ذوي الدخل المنخفض إلى تمويل استخدام الطاقة الشمسية من قبل العملاء وأصحاب المنازل ذوي الدخل المرتفع. والنتيجة هي تأثير روبن هود العكسي الذي هو غير عادل إلى حد كبير ورجعي اقتصادياً». (تأثير روبن هود هو توزيع الثروة بنقلها من الأغنياء إلى الفقراء).
فهل يمكن أن يكون هذا العام مختلفاً؟ هل ستُحدث الأصوات الجديدة، بما في ذلك مجلس الدفاع عن الموارد الطبيعية، التي تطرق أبواب الجهات التنظيمية في البلاد، فرقاً؟
هذا واضح تماماً: انخفضت تكلفة أنظمة الأسطح. كما أن أسعار الطاقة، وهي بالفعل من بين أعلى المعدلات في البلاد، آخذة في الارتفاع، وهناك حساسية متزايدة بشأن الإنصاف والعدالة البيئية.
قالت «كاثي فيربانكس»، المتحدثة باسم ائتلاف «الطاقة النظيفة للجميع»، وهو ائتلاف من المرافق ومجموعات أخرى تم تنظيمها للدعوة لتغيير برنامج الحوافز الشمسية: «يتعين علينا إصلاح البرنامج من أجل إنصاف الجميع. نحن نعمل بلا داع على جعل الطاقة الشمسية أكثر تكلفة مما يجب أن تكون عليه».
وتزعم صناعة الطاقة الشمسية أن المرافق تحارب القياس الصافي لحماية احتكاراتها وخنق المنافسة من مزودي الطاقة النظيفة.
وقالت «ميجان نوتنج»، نائب الرئيس التنفيذي للشؤون الحكومية والتنظيمية في شركة «سانوفا» الدولية للطاقة على الأسطح، إن «القصة الحقيقية هي أن المرافق تحاول استغلال الطاقة الشمسية ككبش فداء من أجل ارتفاع الأسعار».
ويقول الجانبان إنهما يدافعان عن سكان كاليفورنيا ذوي الدخل المنخفض. ويعارض قطاع الأسطح فكرة أن الطاقة الشمسية السكنية مخصصة للأثرياء فقط وأن القياس الصافي يفيد الأغنياء على حساب المجتمعات الفقيرة. ويريد البعض في الصناعة أن تظل معدلات صافي القياس كما هي بالنسبة لسكان كاليفورنيا من ذوي الدخل المنخفض إلى المتوسط، وهم الأشخاص الذين هم في أمس الحاجة إلى تقليل قيمة الفواتير.
قالت «سوزان ليتا»، رئيسة السياسات والاستراتيجيات في شركة «صن باور»: «لقد شهدنا مؤخراً وصولا أكبر بكبير إلى الطاقة الشمسية على الأسطح. وآخر شيء نريد القيام به هو تغيير المسار بحيث نعكس هذا الاتجاه».
وتقترح المرافق خفض المدفوعات على الأسطح بمعدل أقرب إلى تكلفة الجملة للكهرباء المتجددة على نطاق واسع والتي تعتمد عادة على خطوط النقل. كما أنهم يسعون للحصول على رسوم توصيل شبكية شهرية تبلغ حوالي 70 دولاراً لكل منزل شمسي جديد.
وكتبت «برناديت ديل كيارو»، المديرة التنفيذية لجمعية كاليفورنيا للطاقة الشمسية والتخزين، في رسالة حول رسوم توصيل الشبكة المقترحة: «هذا مبالغ فيه لدرجة أنه سيقتل السوق بين عشية وضحاها».
ويمكن اتخاذ قرار في وقت لاحق من هذا العام. يتوقع «مايكل وينشتاين»، محلل الأسهم في مجموعة «كريديه سويس»، أن يتضمن برنامج السطح المنقح بعض التعديلات، بما في ذلك فرض رسوم صغيرة محتملة للوصول إلى الشبكة، لكن ليس تخفيضات كبيرة في الأسعار. «في نهاية الأمر، ما زلنا نعتقد أنه سيكون هناك حل وسط، أي شيء لا يضر بأهداف كاليفورنيا الخاصة بالطاقة الشمسية على الأسطح».
وفي مبنى الكابيتول بولاية كاليفورنيا، يدرس المشرّعون تقديم مشروع قانون مدعوم من النقابات من شأنه أن يقلل بشكل حاد مدفوعات الطاقة الشمسية الزائدة، ويتطلب من مستخدمي الطاقة الشمسية دفع الرسوم الشهرية للاتصال بالشبكة.


*صحفيان متخصصان في قضايا الطاقة
ينشر بترتيب خاص مع خدمة «واشنطن بوست وبلومبيرج نيوز سيرفس»