ــ الحين بس عرفنا، عقب سنتين من التبرقع بالكمامات، وانقطاع نَفَسنا ونصخنا منه، وأصبحنا «نُناهي» إذا طال أكثر من عشر دقائق على وجوهنا، و«نانس» بضيق في الصدر، كم كانت حريم الزمن الجميل يقاسين منه، وهن صابرات محتسبات، بس علشان ما يقولون الناس عن الواحدة منهن إنها حرمة «مب حشيم»، وعلشان تسمع الواحدة منهن تلك الجملة الفقيرة التي ليس هناك شيء غيرها في زمن ما قبل النفط: «فديت ذيج العيون»!
ــ من تدخل الحرمة باب فيلا «العمليات التجميلية الترقيعية» إلا ويتلقفنها من عند الباب: «بدك تشيلي خطوط الحزن، لاه.. لاه، بعدك «ازغيرة» على التجاعيد، بدك نصيحتي لازم تعدلي الجفون الناعسة، وتزيدي الخدود الزاحفة، وتزيدي البراطم اليابسة»، الحرمة «تجيهن صاحية، تدجّ القاع، وتظهر شايلة خرايطها، ومكفنينها بالمشدات، لا تروم تتحرك خوف أن تندحق، ولا رايمة تشتكي، خوف اللوم، وخوف يعرفون أنها مسوية عملية مش طبيعية»!
ــ هناك أناس تظل تعيش على مقولة: «ما دفعوش، ودول ناس جلدة ما بتدفعش، وسيبك منهم دول مش دَفّيعة، آمال حتدفع امتى إن شاء الله؟ ما ليش دعوة حتدفع يعني حتدفع»، مثل هؤلاء لا يعرفون إلا الدفع، وقوة الدفع، ويجهلون قيمة تلك الجملة التي تجلب الرضاء: «يعلها دفاعة بلاء»!
ــ حتى في كرة القدم الجماعة عندنا متحيزين، دونما أي سبب لذلك التحيز غير المفهوم، يعني يلعب المنتخب النمساوي لعب الأمكار، ولا نلقى أحد عنه ناشد، الفريق الدنماركي يبلي بلاء حسناً، ولا أحد يشكر، ولا تلقاه الذي يشجعه، ولا يثني على اجتهاده، منتخب ويلز المسكين، يظل الواحد منهم يدابج مثل اليعري طوال شوطين، ولو زدته شوطاً ثالثاً، لا اشتكى ولا تذمر، وبقي بعافية الحماسة في الدقائق الأولى، لكن ولا واحد سائل أو يحاول معرفة نتائجه، ولا يهمهم فائز مهزوم متعادل تخطى الأدوار الأولى، المنتخبات حظوظ، وبغايا وشفوف!
ــ شيء من الكمامات تلقاه منهدل من الاستهلاك الآدمي، وتلقى الواحد من «عيازته» معلقنه على طرف أذنه أو يتدلى منها، بحيث لا ترى من ذاك الشاب في تلك اللحظة غير الحاسمة، وهو يتمخطر وكمامه يتدلى من أذنه إلا أنه يشبه أذن الأرنب الهرم.
ــ معقول يوصل سعر الهمباه آلاف الدراهم، ويأتي زمن نسمع أن الهمباه يحرسها جنود وحراس مدججون، وأنها مراقبة بكاميرات إلكترونية حساسة، طبعاً تلك الهمباه مب مثل همبانا الذي في «الهملة أو النطلة»، كل من خطف عقط ولقط، وهذاك سيره، وإلا يتسلط عليها فريخات الحارة، ويتمون يقطعونها خضراء، هذه همباه يسمون ثمرها «بيض الشمس» من غلاء ثمنه، وعذوبة طعمه، همباة «ميازاكي» التي موطنها اليابان، والتي يبلغ ثمن الكيلو غرام منها 13250 درهماً، لا ونصه صِلّام!