أثبتت المواجهة الصارمة لجائحة «كورونا»، أن الإمارات موطن الإبداع، وموئل المهارة الفائقة، للملمات الدهر، ومنزل الابتكار، وصناعة الوعي، وخلق الامتياز، والتميز في مقارعة الصعب بالصرامة، ومجابهة العسير بالجزم، هذه هي السيرة الذاتية لوطن تربى وانتعشت جوانحه على خوض الشعاب بخطوات جسورة، ووثبات تنحت على التراب صورة وطن اللا مستحيل، وترسم وجه شعب له في الصبر شيمة الغافة، وفي البذل سجية النخلة، له في الحياة تاريخ مرصوصة أيامه بأهداب الأمل، مسبوكة أحلامه بذهب الفضيلة والفضل.
مجلس برنامج الجينوم، ليس الخاتمة، وإنما هو بعض من سلسلة العقيق على نحر وطن يتجلى في كل يوم بمشروع، ومنجز، ويطل على الدنيا بفكرة تتجلى في الأنام سناماً يمتطي هامته عقل يشرق بالإبداع، وضمير يضاء بتطلعات أوسع من ثوب المحيط، وأعلى من قامة الجبال، والعربة ماضية في الطريق الصحيح، ومعها تنظم قوافل من خطوات تسابق الزمن، وتصعد على صهوات الريح كي تبلغ ما لم تبلغه الأمم، وتحقق ما لا يخطر على بال بشر، وتنجز المشاريع بفكرة وقناعة بأنه طالما كان الإنسان راعياً للكون، ومدبر شأنه وفنه، الأمر الذي يجعلنا نثق بقدراتنا، وإمكانياتنا، ومهاراتنا، وملكات عقولنا، وفلذات قلوبنا هم الذين يديرون المشهد اليوم بجدارة، وقوة وصدق، هؤلاء الذين لامسوا شغاف المريخ، قادرون أيضاً بأن يحركوا في المشهد كل ما يليق ببلدهم، وكل ما يرفع من شأنه، ويأتي تشكيل مجلس برنامج الجينوم، تتويجاً لعمل شاق، ودؤوب، ومضني، رصت قرميده دولة استلهمت من رؤية الباني المؤسس المغفور له، الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، ما يجعل الفكرة تتبلور، وتنشأ، وتتطور، وتصبح في الحياة قلعة تعانق وجه الغيمة، وترأس سمو الشيخ خالد بن محمد بن زايد آل نهيان، عضو المجلس التنفيذي لإمارة أبوظبي، رئيس مكتب أبوظبي التنفيذي، يمنح المجلس مساحة أوسع في تحقيق الأهداف، ويكسبه قوة، وسرعة في تنفيذ القرارات الرامية إلى صناعة علاقة وطيدة ما بين صحة الإنسان ووسائل الوقاية، والعلاج.
الإمارات اليوم تضع اللمسات الأخيرة، على مشاريعها الكبرى وتحقق في المجالات عامة نجاحات ملفتة، ومدهشة، الأمر الذي يجعلها مؤهلة لإدارة أي مشروع ذات أهمية قصوى، ويمس الإنسان في صحته، وفي حياته. 
من خلال هذا المجلس، الإمارات تؤكد أنها لا تفكر في العلاج فحسب، بل هي تجاوزت هذا الأمر متطلعة إلى الوقاية، ومن ثم الاستباقية في مواجهة الأمراض المستعصية، والعتية.