بعد أيام من حظر نيجيريا «تويتر»، شكا مواطنون من إنهم يتحملون العبء الأكبر في الضرر الناجم عن المعركة بين شركة التكنولوجيا الكبيرة والحكومة. 
«تشينونيليوم ناجي» التي تبيع ملابس رجالية على الإنترنت وتقوم بمعظم نشاطها الاقتصادي على ««تويتر» قد اشتكت من إن التأثير سيئ على تجارتها وأنها محبطة من تراكم الملابس دون مشترين. وأضافت «لقد أوشكت على البكاء». ويتهم منتقدون على مستوى العالم المنصة الرقمية بفرض رقابة على تغريدات السياسيين بقرارات محل جدل محتدم. 
وكان لاي محمد، وزير الإعلام النيجيري، قد أعلن يوم الرابع من يونيو وقف توتير إلى أجل غير مسمى، وبحلول المساء التالي، وجد المستخدمون أنه لم يعد بمقدورهم الدخول إلى الموقع. 

وجاء الحجب بعد يومين من إزالة «تويتر» تغريدة للرئيس وصفتها بأنها تنتهك سياستها. وفي التغريدة، هدد بخاري بشن حملة ضد مثيري الشغب من الجنوب الشرقي الذين يريدون اعترافاً أكبر بالمنطقة وانفصالها. وألقى المسؤولون باللائمة في هجمات في الآونة الأخيرة استهدفت مقار حكومية في المنطقة على انفصاليي منطقة «بيفرا» الذين أدى سعيهم إلى الانفصال إلى نشوب الحرب الأهلية النيجيرية. وجاء في تغريدة الرئيس «الذين بقوا في الساحات لمدة 30 شهراً والذين خاضوا الحرب سيعاملونهم باللغة التي يفهمونها». 
هذه أول مرة تعرقل فيها نيجيريا خدمة الإنترنت، لكن هناك محاولات مختلفة أُريد بها السيطرة على مواقع التواصل الاجتماعي. فهناك مشروع قانون في الوقت الحالي مطروح أمام البرلمان بعد أن قوبل بانتقاد شديد العام الماضي. وإذا أُقر مشروع القانون، فإنه سيعاقب بالسجن ثلاث سنوات أو الغرامة كل شخص ينشر معلومات يعتبرها النظام غير حقيقية. 

ولم تظهر مشكلة تويتر في نيجيريا من العدم. فهناك عدد كبير من السكان من الشباب ممن يعتبرون من أكثر مستخدمي تويتر نشاطاً في أفريقيا. وفي غمرة تزايد انعدام الأمن والبطالة يستخدم الشباب المنصة كسلاح للمحاسبة ويكتبون تغريدات بلا توقف تنتقد المسؤولين. 
والسنغال وأوغندا وتشاد من الدول الأفريقية الأخرى التي عرقلت مواقع التواصل الاجتماعي أو خدمات الإنترنت في هذا العام وحده. وهناك 30 دولة من دول القارة عطلت مواقع التواصل الاجتماعي بطريقة أو بأخرى منذ 2015، وفقاً لتقرير شركة «سيرفشارك» التي تقدم الشبكات الفردية الافتراضية المعروفة باسم «في. بي. إن (VPNs)». وحتى الآن يتحايل السكان على الحظر باستخدام برامج «في. بي. إن». فقد ارتفع تنزيل هذه البرامج في الأيام القليلة الماضية 1409%، وفقاً لموقع «Top 10 VPN» في المملكة المتحدة.
* كاتبة متخصصة في الشؤون الأفريقية
ينشر بترتيب خاص مع خدمة «كريستيان ساينس مونيتور»