يُعد انتخاب دولة الإمارات العربية المتحدة لعضوية مجلس الأمن الدولي كأحد الأعضاء غير الدائمين لمدة عامين، تبدأ في الأول من شهر يناير2022 إلى نهاية شهر ديسمبر 2023، أمراً يضيف إلى مجلس الأمن الكثير في وقت يشهد فيه العالم العديد من الأحداث التي تحتاج إلى رؤية الإمارات لمناقشتها. وقد كان شعار حملة البعثة الدائمة للدولة في الأمم المتحدة (أقوى باتحادنا) الرسالة الأولى التي خرجت من قيادة وحكومة وشعب الإمارات إلى دول العالم قاطبة وليس إلى أعضاء منظمة الأمم المتحدة فقط، وقد كانت بالفعل رسالة سامية تؤكد على رؤية الإمارات لما يجب أن يكون عليه العالم حاضراً ومستقبلاً. وقد كان لذلك الشعار أثره في انتخاب ما يزيد على ثلثي أعضاء الجمعية العامة للأمم المتحدة للإمارات للعضوية غير الدائمة في مجلس الأمن الدولي، والذي تقع عليه مسؤولية الحفاظ على الأمن والسلام الدوليين، بما في ذلك إصدار القرارات الدولية المُلزمة مثل فرض العقوبات وتفويض تشكيل قوات حفظ السلام. 
وقد جاء ذلك الانتخاب تتويجاً للعديد من الإنجازات التي استطاع من خلالها مواطن الإمارات أن يضع بصمته على الساحة الدولية بامتياز. فالإمارات، منذ إنشائها، وهي ترنو باستمرار للمستقبل وتضع الخطط والبرامج الكفيلة بتحقيق الإنجازات التي تضعها في طليعة الدول المتقدمة، والبراهين على ذلك بالعشرات. فالإمارات أول دولة عربية تضع استراتيجية للفضاء وتُدشن أول رحلة لكوكب المريخ لأغراض علمية وإنسانية، كما تحتضن مدينة أبوظبي أكبر مشروع للطاقة الشمسية في العالم والذي يُقلل الانبعاثات الكربونية بواقع مليون طن سنوياً، وفي هذا الإطار، تتخذ الوكالة الدولية للطاقة المتجددة مقرها في أبوظبي لتقود من هنا جهود العالم في أكثر من 180 دولة في مجال الطاقة المتجددة. وقدمت الإمارات ما يناهز مليار دولار لإقامة مشاريع للطاقة المتجددة في أكثر من 40 دولة. أضف إلى ذلك قيام حكومة دولة الإمارات بتعيين أول وزير للذكاء الاصطناعي في العالم، كما تشغل المواطنات ثلثي وظائف القطاع العام ونصف مقاعد المجلس الوطني الاتحادي. 
استطاعت السياسة الخارجية الناجحة والفعالة لدولة الإمارات أن تضع جواز السفر الإماراتي في المرتبة الأولى عالمياً من حيث القوة حتى بدايات عام 2020، عندما تأثرت كافة جوازات السفر الدولية بالتراجع الحاد في حركة السفر العالمية بسبب جائحة فيروس كورونا (كوفيد-19) والتي نجحت خلالها الإمارات وبقوة في مواجهتها والتخفيف من آثارها على الاقتصاد والمجتمع الإماراتي، وهي تجربة أخرى متميزة ستنقلها الدولة لمجلس الأمن الدولي. فقد استطاعت حكومة الإمارات مواجهة الجائحة من خلال المنظومة الأولى من نوعها في العالم العربي والمنطقة لإدارة الطوارئ والأزمات والكوارث والتي ترتكز على الحماية والاستعداد والاستجابة والتعافي، الأمر الذي ساهم في الوصول بالدولة إلى بر الأمان وإبقاء الجائحة في حدود «الأزمة» في الوقت الذي بلغت فيه مرحلة «الكارثة» في العديد من دول العالم. وجاء اختيار مدينة «دبي» لاستضافة إكسبو 2020 بشعار «تواصل العقول.. وصنع المستقبل» برهاناً آخر على مدى التقدم الذي حققته الإمارات بين دول العالم، والتي ستأتي لتبقى ستة شهور في ربوع الإمارات. 
تلك بعض البراهين على إنجازات دولة الإمارات العربية المتحدة والتي تحققت على أيد مواطني الدولة الذين يعيشون جنباً إلى جنب مع ما يزيد على 200 جنسية أخرى في بيئة يسودها الود والتسامح والرغبة المشتركة والقوية في تحقيق المزيد من الإنجازات. وبالتالي فإن تواجد الإمارات في مجلس الأمن الدولي سيضيف الكثير للمجلس ولدول العالم قاطبة من تجارب وخبرات الإمارات.