عندما وحد الباني المؤسس الإمارات، وأقام دولة الإمارات العربية المتحدة، وحد القلوب بأن وجّه ببناء الطرق المعبدة والجسور، ونشر العلم ومحا الأمية، وهيأ أجواء أكرمت إنسانية الفرد والجماعة بمودة حفزت تعايش جميع أجناس البشر على أرض الخير التي زرعها بيديه الكريمتين. وقف شجاعاً، حارب العنف، ونبذ التطرف، وجذب بحكمته المتنازعين للجلوس والحوار والتفاوض ثم الخروج من اجتماعات، مغلقة كانت أم معلنة، وقد عم الصفاء وحل السلام وغلب العقل والمنطق كل لغة أخرى تهدد البشرية والآدمية. هذا بعضٌ من صفات ونهج المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان -طيب الله ثراه- وعندما علت روحه إلى بارئها خلفته قيادة تميزت بالذكاء والحكمة وتصور المستقبل بروحٍ لا تعرف إلا الجمال. جائحة كورونا كشفت للعالم سر جمال هذا الوطن وكيف عندما تتحد العقول مع القلوب يعم الأمن والسلام وتطمئن الأفئدة.
من تمكين المرأة وريادتها، وصولاً إلى الذكاء الاصطناعي والدوران حول الكوكب الأحمر، توهجنا بشعورٍ لم يسبقه آخر عندما انتخبت الجمعية العامة للأمم المتحدة دولة الإمارات عضواً غير دائم في مجلس الأمن بعد حصولنا على 179 صوتاً من أصوات الجمعية العامة للأمم المتحدة. إنها، أيها السيدات والسادة، الحكمة والعقلانية والإنسانية والدبلوماسية الإماراتية التي تعرف إليها العالم وأصبحت أنموذجاً للإيجابية والمساعي التي يقصدها العالم في ظل ظروفه الراهنة التي ستشارك مجلس الأمن الدولي في اتخاذ قرارات المستقبل، وهذه ثقة مشرفة وإنجاز يدل بكل مؤشراته على كفاءة جنت ثمار نجاحات الإمارات على جميع الصُعد.
للعارفين أقول، حكايات كثيرة وطويلة سنحكيها للأحفاد وسندونها ونوثقها للتاريخ، فقد نعمنا في ظل القائد المؤسس بتوجيهاته ولامسنا تأثير قوله وفعله ونهج أبنائه الذين بفضلهم حصلت دولة لإمارات على عضوية مجلس الأمن بتزكية جامعة الدول العربية ومجموعة دول آسيا والمحيط الهادئ. فهمنا الآن أن المسافات الجغرافية لا تعني أي شيء ولا سيما عند حضور القيمة الحقيقية للتكاتف والتعاون والتشارك والمساعدات في الأزمات والنكبات، فهذا ما يشكل فرقاً في حياة الشعوب. ولا نستطيع إلا أن نقول، شكراً ومبروك عليكم التربع على كراسي المجد يا عيال زايد، فالمجد له أهله وناسه.