لا تزال الجهود قائمة على قدم وساق لاستكمال افتتاح إكسبو 2020 في دبي هذا العام بمشيئة الله، وهو الافتتاح الذي تم تأجيله بسبب تعرض العالم لجائحة كوفيد- 19 «كورونا» التي لا تزال المعاناة منها قائمة وإن خفت حدتها بقدر كبير.
ولا شك أن النظام الاقتصادي والتجاري العالمي قد اهتز كثيراً بسبب الجائحة، فالعوائق التجارية زادت بسبب إغلاق معظم دول العالم لمنافذها الحدودية الخارجية والداخلة، وتقطعت وسائل النقل والمواصلات، بحيث أصبح من المستحيل عملياً على البشر التنقل عملياً أو نقل البضائع أو تحريك الأموال بنفس السهولة التي كان عليها الأمر في السابق قبل ظهور الجائحة.
لكن وسط جميع هذه المعوقات والعراقيل عملت دولة الإمارات العربية المتحدة ممثلة في جميع الأجهزة المعنية في إمارة دبي على تذليل تلك العقبات والعمل ليل نهار للوصول إلى افتتاح هذا الحدث المهم الذي سيعود على دولة الإمارات ودول العالم كافة والمؤسسات والهيئات العالمية المختلفة بالخير الوفير.
ما تعمل عليه دبي حالياً بشأن إكسبو 2020 هو التأسيس لنمط جديد من المؤسسات العالمية التي تستطيع العمل وسط الظروف العالمية المستجدة التي تتصدرها جائحة «كوفيد- 19»، والتي يمكنها قيادة العالم إلى تجديد الاقتصاد العالمي ودمجه من جديد في مختلف أقطار العالم على جميع الجبهات التجارية والخدمية والصناعية والزراعية، ودون شك هذه ليست بالعملية السهلة أو الميسورة التحقيق دون وجود جهود مضنية وأموال وإمكانيات بشرية ومادية تقف وراءها وتسندها.
ما يتم حالياً هو العمل على إقناع المؤسسات المالية والتجارية والاقتصادية والخدمية لكي تسعى مجتمعة إلى تفكيك وإنهاء العوائق المستجدة التي ألمت بالاقتصاد العالمي.
وتقوم دولة الإمارات العربية المتحدة من خلال أجهزتها المتخصصة، خاصة وزارة الخارجية والتعاون الدولي على إتمام هذه العملية الصعبة والمعقدة بنجاح في أقرب وقت ممكن.
ودولة الإمارات لديها خطتها المتكاملة بشأن إقامة هذا المعرض الدولي المهم تقوم على التعاون التجاري الدولي المفتوح دون قيود أو شروط مجحفة بحق أي طرف من أطراف المجتمع الدولي أو المؤسسات التجارية والاقتصادية والخدمية القائمة فيه، وعلى تشجيع مؤسسات الإقراض الدولية والعالمية المالية على تقديم القروض والخدمات المصاحبة لها بشروط تساعدها على الانتعاش الاقتصادي والإسهام في فعاليات العالم الاقتصادية والتجارية، وعلى نشر ثقافتها وطرقها ووسائلها التجارية والمالية والسياحية والخدمية الجديدة على مدار العالم من خلال فتح المجال للجميع للمشاركة والإسهام في إكسبو دبي 2020.
ما أود التركيز عليه أن دولة الإمارات لديها أهدافها الطموحة التي تخدم العالم أجمع من خلال عقد معرض إكسبو 2020 على أراضيها، تلك الأهداف تتلخص في أربع نقاط أوردها تباعاً، هي:
أولاً: عقد المعرض في إمارة دبي من شأنه أن يرفع الكفاءة الوطنية للإمارات مجتمعة عن طريق إعادة تخصيص الموارد المادية والبشرية لنشاطات أكثر إنتاجية وتوسعة خيارات المستهلك.
ثانياً: إكسبو 2020 يمكنه فتح الأسواق المحلية للعالم والأسواق الخارجية لمنتجات الإمارات، وبذلك يتم تحسين شروط التجارة العالمية «أسعار الصادرات نسبة إلى أسعار الواردات».
ثالثاً: معرض إكسبو 2020 سيؤكد أن مؤسسات الأعمال الوطنية الكبرى للإمارات ستتمتع بفرص تنافسية متساوية وعادلة في الأسواق العالمية، بحيث يمكنها ذلك من الانتشار العالمي لتسويق منتجاتها وخدماتها في مختلف أسواق العالم. ورغم ما في ذلك من صعوبة وتكلفة عالية، إلا أن الفائدة عند النجاح عالية ومربحة أيضاً.
رابعاً، المسألة الأساسية تنطلق من رؤية واضحة هي أن لدولة الإمارات في هذه المرحلة من مسيرتها الميمونة وتفاعلها مع شؤون العالم كافة رؤية تتأتى من خلال قوتها الناعمة، التي اتضح في السنوات الأخيرة بأنها على قدر كبير من الفعالية والنضج، تؤهلها للعب دور مؤثر في نظام التجارة العالمي القائم حالياً، لكي تطوره إلى ما هو أفضل. ورغم أن العديد من دول العالم لديها اقتصادات قوية جداً، إلا أن اقتصاد دولة الإمارات الحالي يؤهلها، لكي تكون نداً ومنافساً للعديد من الدول الغنية اقتصادياً في عالم اليوم.
* كاتب إماراتي