ذهبت الإمارات بعيداً، في رحلة استكشاف الذات، دخلت عميقاً في ثنايا الآخر، وجاءت محملة بمجد التآخي والتلاقي، وتناغم النبرات، وانشغال البوح في حلم التواصل، والاندماج في الوجود نجمة تذوب في نسيج الفضاءات الواسعة.
حصول الإمارات على عضوية اللجنة الدولية الحكومية لحماية وتعزيز أشكال التعبير عن التنوع الثقافي، لهو الغيث الذي أمطرته سحابات الشفافية، وهو العشب الذي أنبتته قطرات العذوبة، وجداول النهل المبجل.
عندما تنظر إلى خارطة الإمارات، وتتأمل الصورة ملياً ترى في الهيئة سفينة تعبر المحيط باتجاه مناطق شاسعة، مزروعة بأشجار التراحيب والتقدير، والاحتفال، والاحتفاء، بسفينة صنعت بأياد مزاميلها أنامل إبداع، ولوحها المحفوظ كتاب مجلل بإرث إماراتي صحراوي معطر من أنفاس الذين عشقوا القصيدة، فطوقوا أبياتها بوزن الأحلام الزاهية، ونحتوا مضامينها بقافية مدوزنة بنعيم العفوية، وجزل التقاء، وجذل الصفاء، وبذل الانتماء إلى أمنا الأرض من دون تفاصيل تحتكر الهواء، أو أخاديد تحتجز الأنفاس، إنها الإمارات بطواعية الفكرة، ورخاء الثقافة، وثراء المعرفة وغنى التجربة، ذهبت إلى العالم، وفي الخاطر زهرة التين، وعبق النخلة، وسر النون والقلم تحمل على عاتقها مسؤولية تشذيب الكون من أوراقه الصفراء، وتهذيب لغته من الكلمات الناتئة، وترتيب وجدانه، وترطيب أشجانه، وتصويب ألحانه، وتمهيد الطريق لحفل عالمي يحيي تاريخ الإنسانية وينقيه من درن المفاصل المعطوبة، والذهاب سيراً على سنام المحبة لأجل أن تزهر عيون الناس ببريق العافية، وتزدهر وجناتهم بأثير الابتسامة المشرقة وتسفر أفئدتهم عن مصابيح تكتسح الظلام، وتحول البقاع والأصقاع إلى منارة ضافية على أنهار العطاء، وقيثارة تعزف لحن الانتماء، إلى عالم لا تشوبه شائبة نكد، ولا تكدره شائنة حقد.
الإمارات اليوم، باقة من ثقافات تزهو على الأرض الطيبة، بلغات، ولهجات ولكنات، مشفوعة بابتسامات، كأنها أغنيات الطير، محفوفة ببلاسم فرح، ومياسم انشراح.
الإمارات اليوم، كرة أرضية تستدير على أمنيات، أصبحت في شروقها، شمس تخيط الوجود بأهداب ذهبية، وتحيك قميص الزمن من حرير الحضارات واسعة الأحداق، ثنياتها من نبوغ الذين عشقوا الحياة، فسقوها من زلال، ورضاب التفاؤل، والأمال فياضة الظلال.