المتتبع لمسيرة الجامعات في دولة الإمارات العربية المتحدة يلحظ تقدّمها السنوي في التصنيفات الخاصة بهذا المجال، وتصدُّرَها مكانة عالمية مرموقة من حيث جودة التعليم والمستوى الأكاديمي ومستويات البحث العلمي والبنى التحتية المتقدمة، وغيرها من معايير التصنيفات التنافسية عالميّاً، التي جاءت نتيجة فلسفة تعليمية وتربوية تسعى إلى تطوير أطر التعليم، وتفعيل دور التكنولوجيا في خدمة العملية التعليمية، وتكريس الابتكار، بما يتماشى مع رؤى القيادة الرشيدة في تحقيق تعليم مستدام، وبناء جيل متمكن من المهارات التقنية ومعتزّ بهويته الوطنية.

وفي الآونة الأخيرة، صُنّفت جامعة «خليفة للعلوم والتكنولوجيا»، ضمن أفضل 200 جامعة في العالم، بتقدمها إلى المركز الـ183 عالميّاً، في أحد أكثر التصنيفات العالمية شهرة للمقارنة بين الجامعات، وهو التصنيف العالمي الصادر عن مؤسسة «كيو إس» للعام 2022، الذي يحلل ويقيس أداء المؤسسات الأكاديمية، استناداً إلى جودة التعليم ومخرجات البحوث العلمية، وقدرات الخريجين العلمية والمهنية، ما يؤكد نجاح السياسات الوطنية التي عززت من أداء الجامعات، وجعلتها تقدّم أفضل ما لديها من مناهج وأنشطة ومهارات حتى تخرّج جيلاً متسلّحاً بالعلوم والمعارف والخبرات.

وبمناسبة التصنيف الذي نالته جامعة «خليفة للعلوم والتكنولوجيا»، قال سمو الشيخ حامد بن زايد آل نهيان، عضو المجلس التنفيذي لإمارة أبوظبي، رئيس مجلس أمناء الجامعة، إن هذا التصنيف هو إنجاز عالمي جديد يؤكد مدى التزام الجامعة المستمر بتحقيق التميز العلمي والبحثي والأكاديمي، وتسريع التحول إلى اقتصاد المعرفة بإعداد كوادر وطنية مؤهلة تقود المرحلة المقبلة من النمو، الأمر الذي يشير إلى الميزة التي تحلّت بها رؤية الدولة الخاصة بالتحول نحو اقتصاد معرفي يرتكز على الابتكار والتقنيات التكنولوجية المتقدمة والبحث العلمي والتطوير.

إن الاهتمام بتنشئة جيل يمتلك معارف متقدمة وعلوماً تواكب تطور العصر كان إحدى أبرز الرؤى الطموحة لدى قيادة دولة الإمارات في تحقيق المستهدفات التنموية، ذلك أن القوى البشرية يُنظر إليها بوصفها الثروة الأولى والشرط الأهم في تحقيق التطور، وهي نقطة الأساس التي يتم من خلالها الوصول إلى مستقبل مستدام من الرفاه والازدهار، وذلك عبر امتلاك هذه القوى معارفَ وعلوماً ومهاراتٍ خاصة في قطاعات العلوم والتكنولوجيا والطاقة المتجددة والطب والهندسة وغيرها، تعزز ثقافة الابتكار في مجالات البحث العلمي، وتضمن تطبيق هذه البحوث واقعيّاً لتعم الفائدة على الأفراد والمجتمعات، وتعكس المستوى العلمي المتميز للمؤسسات الأكاديمية والكادر التعليمي فيها، وتحقق سمعة أكاديمية رائدة، ترسخ من خلالها مكانة الدولة في مؤشرات التنافسية، وتحديداً تلك التي تتعلق بجودة التعليم ومخرجات البحث العلمي.

* عن نشرة «أخبار الساعة» الصادرة عن مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية.