الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الرياضة

فريق كرة إسباني يستعين بالشطرنج لهذا السبب!

فريق كرة إسباني يستعين بالشطرنج لهذا السبب!
8 يونيو 2021 10:00

مدريد (الاتحاد)

بينما تُعتبر كرة القدم رياضة بدنية والشطرنج رياضة ذهنية، لكن هناك العديد من أوجه التشابه بينهما عندما يتعلق الأمر بالخطط الفنية والاستراتيجيات، ففي كلتا الرياضيتين، من الضروري الحفاظ على التركيز، بينما يمكن لأفضل اللاعبين توقع تحركات الخصم مسبقاً.

في نادي إلتشي الإسباني، نفذ مدير أكاديمية الشباب بالنادي خورخي رافو، منهجية فريدة من نوعها تجمع العناصر الأساسية للشطرنج في نظام التدريب، وهذه الخاصية المميزة تجلب للنادي قيمة مضافة عند الوصول إلى الأسواق الخارجية، وأوضح النادي: «في الشطرنج، هناك قطع مختلفة وكل واحدة تحتل موقعاً، ولديها إمكانات محدودة للانتقال إلى موقع جديد، يحدث الأمر نفسه في كرة القدم، هناك لاعبون مختلفون بوظائف مختلفة على أرض الملعب».

يضم برنامج نادي إلتشي لكرة القدم للشباب مجموعه 23 فريقاً، مع حوالي 400 لاعب يتدربون تحت إشراف المدربين والمديرين الفنيين في بيئة عائلية، بقيادة رافو، الذي عمل في أندية عالمية رائدة، مثل بوكا جونيورز وشاختار دونيتسك، ووضعت الأكاديمية أهدافاً طموحة، مثل ضمان أكاديمية عالية الجودة تستخدم أساليب تدريب متطورة؛ بهدف إنشاء نجوم عالميين في المستقبل.

بدأ رافو ورئيس قسم علم النفس الرياضي بالنادي في البحث عن أدوات تعليمية جديدة لتحقيق هذه الأهداف، ومن هنا جاءت فكرة تطبيق لعبة الشطرنج.

شرح رافو النظام الذي تم إنشاؤه، وقال: «لقد أعددنا برنامجاً يسمى (كش وهدف) لتوفير أدوات لكل من المدربين واللاعبين حول المفاهيم التكتيكية المشتركة، بهدف تطوير الذكاء التكتيكي».

وتابع: «تتمحور كرة القدم والشطرنج حول معالجة المعلومات باستمرار تحت الضغط، مع إيلاء أهمية كبيرة لاتخاذ القرارات بترقب، وفهم ما يحدث في اللعبة وفهم التكتيكات هو مفتاح التقدم على الخصم، يتعلق الأمر باحتلال المساحات، بهدف محاصرة الخصم وهزيمته». لإضافة خبرة خارجية، وفي هذا الاطار تواصل النادي بمعلم الشطرنج جوستافو جوالدوني للمساعدة في تصميم مصطلحات مشتركة عبر كلا المجالين، وهو يقوم الآن بتعليم اللاعبين مفاهيم تكتيكية مثل: التناسب، خلق المساحة، الأقطار، السيطرة على المركز، تغيير الاتجاه، العرقلة، الإغلاق والدعم. في مناقشة أحد الدروس الرئيسية.

أضاف رافو: «في الشطرنج، لا يتعلق الأمر بالتحرك أكثر لخلق المزيد، الأمر نفسه في كرة القدم، لا يتعلق الأمر بعدد مرات الجري، ولكن كيف تلعب بذكاء؟».

وأوضح رافو كيف كان تجاوب لاعبي الأكاديمية مع هذه المبادرة كبيرا، وأوضح: «كانت المفاجأة هي الاستجابة الأولى عندما اقترحنا هذا البرنامج، عرف القليل من اللاعبين الكثير عن الشطرنج، ما اعتبروه في البداية نشاطاً ترفيهياً أصبح يُنظر إليه على أنه أداة تعليمية، وطريقة تدريب تكمل ما يفعلونه على أرض الملعب». لاحظ رافو تقدماً في قدرة اللاعبين في لعب الشطرنج، وكذلك كرة القدم.

وقال: من خلال دراسة تجريبية، لاحظنا أيضاً تحسناً في القدرات النفسية والمعرفية الأخرى، مثل مستويات الانتباه واتخاذ القرار والذاكرة والتوقع والاندفاع وحل المشكلات. قبل إطلاق هذا البرنامج، كان 10% فقط من اللاعبين يعرفون كيفية لعب الشطرنج، الآن، تم تعليم الآخرين فوائد هذه اللعبة الذهنية، وأضاف رافو: «الشطرنج يحفز الإبداع والخيال والقدرة على التلخيص والتحليل، بينما يمكن أن يكون مفيداً أيضاً في تدريب الذاكرة».

على أرض الملعب، يتوقع رافو أن يرى أساليبه تؤتي ثمارها في خضم اللحظة، حيث يتمكن اللاعبون من ضبط ضجيج الجماهير والعوامل المشتتة الأخرى لاتخاذ قرارات حاسمة، وختم قائلاً: «عندما لا تريد أن يعمل اللاعبون فقط على إبداعهم، ولكن أيضاً على قدرتهم على التفكير بأنفسهم وحل موقف صعب من خلال اقتراح حلول تكتيكية مختلفة، فنحن نرى أن إدخال الشطرنج قد أدى إلى تحسن في التفكير التكتيكي، وفي تحليل المواقف المجردة التي يمكن مقارنتها باللعبة»

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©