تصاعدت مؤخراً الآراء وتباينت حول جدوى وفعالية أنواع اللقاحات المضادة لفيروس «كوفيد-19»، مع استمرار تحوره وظهور سلالات شرسة منه، واتخذت الآراء صورة حملات منظمة وممنهجة لا شك بأن جهات تقف خلفها من أجل أن تنتصر لما تريد الترويج له وإقناع الآخرين به ممن اختاروا مقاربة غير التي تبنوها في مواجهة الجائحة، وازدهرت نظريات المؤامرة من جديد، وانتشى مروجوها وهم يوظفون أي تفصيلة جديدة أو أي قرار تتخذه جهة في جزر «واق الواق» بإبرازها لكي تعزز وترجح موقفهم.
جهد عظيم وكبير ذلك الذي قامت به الإمارات، وحققت به صدارة عالمية، وأرست معه أنموذجاً متفرداً في التصدي للجائحة، سواء من حيث تحقيق المركز الأعلى في نسب تقديم اللقاح أو الفحوصات، وكذلك التدابير والإجراءات الاحترازية والوقائية والمبادرات النوعية للوصول إلى مرحلة التعافي في مختلف مجالات الحياة، بفضل من الله، وتوجيهات ومتابعة قيادتنا الرشيدة، كل ذلك كان محل استهداف حملات التشكيك، وبالأخص ما يتعلق منها بالحملة الوطنية للتطعيم، والتي حققت نجاحاً كبيراً تحت شعار«ليكن خيارك التطعيم»، وقدمت حتى الآن نحو 14 مليون جرعة لقاح والاستثمار في البحوث.
 مع تلك الحملات المشككة كنا بانتظار تفاعل سريع من قبل وزارة الصحة ووقاية المجتمع والجهات الأخرى المعنية بالأمر لتبدد القلق الذي اعترى بعضهم، وعبر عنه من خلال مواقع التواصل الاجتماعي.
في ظل ذلك الغياب جاءت تغريدة معالي الدكتور أنور قرقاش، المستشار الدبلوماسي لرئيس الدولة، لتوضح أبعاد ما يجري، ولتكشف بأن «حملات شرسة، تعتمد التشكيك والتشكيك المضاد، تدور في عالم مواجهة فيروس الكورونا، أبعادها سياسية واقتصادية أكثر مما هي صحية، وفي مواجهة الجائحة تبقى القواعد الأساسية راسخة وهي التطعيم والفحوصات المكثفة والتوازن الدقيق بين الاعتبارات الصحية والاقتصادية».
مشكلتنا في أتون هذه الحملات التشكيكية هي مع «بغبغاوات» التواصل الاجتماعي الذين يعيدون تدوير كل ما يرد إليهم، ويتعاملون مع المعلومات والأخبار الواردة على أنها حقيقة مسلم بها من دون تدقيق أو تمحيص أو وقفة، مستغلين تأخر التعليق الرسمي ليتعاملوا مع ما يتداولونه باعتبارها حقائق مؤكدة.
المعلومة الصحيحة والرد المناسب في حينه أبلغ وسيلة لتبديد حملات التشكيك التي تتواصل في أتون المواجهة العالمية مع الجائحة. ويفترض بالجهات المختصة توظيف منصاتها لإطلاع الجمهور على أي مستجدات أولاً بأول بدلاً من انتظار الإحاطة الأسبوعية أو البيان اليومي المعلب للوزارة.