السبت 11 مايو 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الترفيه

«كتاب الكرسي»

«كتاب الكرسي»
6 يونيو 2021 01:10

هذا فعل أفضل أن لا ينطفئ  
....
وعدت الأصدقاء قراءة الشعر في ليل أطفأ فيهِ الضوء، أقرأ مقتطفات من الشعر، أحاور ضيوفاً لا أعرفهم، تماماً كما أفعل حين أسهر في غرفتي الصغيرة بعد الانتهاء من الكتابة، أضع الحيرة في حيرة دون أجوبة وأمضي دون الوقت إلى النوم تاركاً الكلام يرتب نفسه سانداً الأحلام على جنبي الأيمن مطمئناً على الكتابة بأنها ستصل في الغد هادئة دون استدعاء.
نعم وعدتهم بكل غريب ملهم للكتابة يسمح «ما قل ودل» يقصي التراجع والتردد يُقنع، بروح مضاءة بحب وعافية الظل وسعادة أصدقائي النظرة الجميلة والأشياء الرائعة التي تجلس معي على كراسي هذا العالم.
كتاب الكرسي..
وعدتهم بأن أقرأ الكتاب وأتركه على كرسي في مكانٍ ما، يأتي شغوف يشبهني يقرؤه، يأخذه دون أن يعيده، بعد أن يقرأ ما كتبته في صفحة الإهداء:
«استمتع هذا الكتاب لك»!!
وعدتهم بطرح أكثر من فكرة تكتب على جدار، أو على جبين الوقت، يتفاعل معها الاختيار، يرفعها رجل على لافتة عند البحر، يكتب عليها: «هنا القراءة، وهنا اليابسة»، تعطي الروح المواصلة والاكتشاف.
وعدتهم بخطاب يطير من كرسيي هذا سعيداً يخلصهم من القلق والأفكار:
«أفكر في الكرسي المختلف
 رمل وحديث 
 ولا أهتم بالوقت، ويطول
 أكتب أمام كل شيء
 يغري المسافة»
وعدتهم بأن لا أسألهم عن ماذا يحدث إذا امتلأ هامش الكتاب  بانطباعاتهم؟ أو إلى من يتركونه إذا انتهوا من قراءته؟ هل ازدحم خيالهم؟ وكم من كتاب إذا ترك على كرسي في هذا العالم.. كم سيصبح عدد القراء؟
لا لن يحدث هذا إذا كان للماء وصول؟!
إلى أصدقائي الذين وعدتهم: خذوا معكم الكتاب.. في السفر، في الطائرة، في الفنادق التي تنزلون فيها، واتركوه على الكرسي في كل الأماكن يناقش قارئه، واحذروا من مراقبته؛ ضعوه على الكرسي واتركوه يتحرر بظن كبير منكم بالخير فيه، سيأخذه بثقة قارئ صالح وعظيم يعني له الشيء الكثير، أن يجد كتاباً يؤنسه ويعيد إليه حافز القراءة حتى ينتهي وسيدفعه إلى آخر مهتم.
فيض الكلمات....
«لِمَنْ خلقت الكلمةُ/ لِمَنْ جمعتَ الكلمات
 وكانت في كتاب/ والحياة/ والأنفاس 
الابتسامةُ والضّوء
 وقتٌ في حجرتي وحوار»
من ذاكرة...
يسكن لقاء في ذاكرتي  مع رجل مسن أهديته كتابي حين كنت أوقعه في «العربي سنتر» ابتسم قائلاً: «أعدك أني لن أقرأه»، حينها فغرت فاهي.. ابتسم وقال: سأذهب به إلى أبنائي وأغيظهم. أيها النائمون: اذهبوا حيث المستيقظون يعيشون الحياة هناك على كرسي وطاولة.. عانقته ومضى حاملاً الكتاب تاركا الذكرى!!

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©