يشهد التاريخ ويسجّل مدى الالتزام الإنساني الذي حرصت دولة الإمارات العربية المتحدة على تعزيزه في هذه المرحلة، التي يعاني خلالها العالم أزمة صحية، تتمثل في وباء «كورونا»، ضربت اقتصادات دول كبرى، وأثّرت في أنظمتها الصحية، وتسببت بملايين الوفيات، فسطّرت اسمها عاليًا في قائمة الدول صاحبة المبادرات الريادية في توزيع اللقاحات، وتقديم المساعدات الطبية، التي تدعم العاملين في خط الدفاع الأول في العديد من دول العالم، من دون تمييز، مهما اختلفت شعوبها في العرق أو الدين أو اللغة.
غير أن اهتمام دولة الإمارات بتقديم المعونات الطبية والغذائية لدول عدّة في العالم في مواجهة «كورونا» لم يُثنِ قيادتنا الرشيدة عن التفكير في ضرورة مواجهة الأوبئة الأخرى، وهو ما تجسّد أخيرًا بتوجيه صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة، رئيس مجلس الوزراء، حاكم دبي، رعاه الله، المدينة العالمية للخدمات الإنسانية في دبي بتسيير مساعدات طبية إلى بنغلاديش، عبْر طائرة شحن تحمل على متنها أكثر من 50 طنًّا متريًّا من المستلزمات الطبية، لمساعدة القطاع الصحي هناك، ودعم جهوده في مكافحة وباء الكوليرا.
إن الالتفات إلى حاجات الشعوب المعوزة، والدول التي تعاني ضعفًا بنيويًّا في أنظمة رعايتها الصحية، بات سِمةً لدولة الإمارات، وشِيمةً من شِيمها الإنسانية النبيلة القائمة على التضامن ومؤازرة المحتاجين في كل مكان، يشهد عليهما تثمين منظمة الأمم المتحدة للطفولة «يونيسيف»، في أبريل الماضي، لدور صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي، نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، حفظه الله، في دعم الجهود الرامية إلى مكافحة «كورونا»، واستئناف عمليات التطعيم ضد الأمراض الأخرى المسببة لوفاة الأطفال، وخصوصًا ما يُنفّذ ضمن إطار مبادرة سموه لاستئصال مرض شلل الأطفال في العالم، التي نجحت، خلال عام 2020 والأشهر الثلاثة الأولى من عام 2021، في إعطاء 83 مليون جرعة تطعيم ضد شلل الأطفال، لتصبح أول حملة تستأنف التطعيم ضد هذا المرض عالميًّا.
لقد أكّدت دولة الإمارات أن العمل الإنساني مستمر ومتواصل في كل الظروف، ومهما تعددت الأسباب، فلا يكاد يمر يوم إلا وتُسيّر طائرات طبية وغذائية لدول عدّة في العالم، تُعينها على مواجهة الأمراض والأوبئة، وتقدم الدعم المالي والمعنوي للمتضررين منها، وخصوصًا في ظل تدهور الأوضاع الإنسانية والاقتصادية والصحية التي تستدعي الوقوف إلى جانب شعوب العالم، للتخفيف من وطأة ظروفها الصعبة، والإسهام في بناء مستقبل أكثر أمنًا وازدهارًا واستقرارًا لها وللأجيال القادمة.

* عن نشرة «أخبار الساعة» الصادرة عن مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية.