يبدو أن مصطلح تواصل الأجيال غائب عن وسطنا الرياضي، ولم يعد له حضور في اتحاداتنا وأنديتنا منذ عقود، ولا أعني بالعقود ذلك الفارق الزمني الكبير الذي يصل إلى عشر سنوات، وإنما لتلك الفترة الزمنية التي تقل عن خمس سنوات أو دورة انتخابية واحدة قد تفصلهما أشهر وليس عقد في المصطلح.
وما يدعوني لتناول موضوع تواصل الأجيال هو التنكر التام لجهود من قدم جهداً واضحاً وملموساً في مسيرة الاتحاد أو النادي حتى يوم أمس، وتعذر استمراره لانتهاء الدورة الانتخابية أو لأسباب أخرى نجده مبعداً عن المشهد وكأنه اقترف ذنباً علينا إبعاده قسراً، ونتنكر لجهوده وتضحياته في الأعوام السابقة، وربما ننظر إليه كمن ارتكب جرماً يجب إبعاده عن تنفيذ المشهد فيما تبقى من الخطط والبرامج، ليس جلها ولكن في مجملها، فآلية العمل في المنظومة الرياضية متكاملة ومتواصلة، ولا أعتقد أنها على نقيض مما يسعى إليه المجلس الحالي في تنفيذه.
واللافت أن نظرة المجموعة التي فازت بالدورة الجديدة، سواء بالتعيين أو الانتخاب، تحاول الإساءة لفرق العمل السابقة، بتجاهلهم حتى في الاعتراف بأدوارهم في مناسبات يفترض دعوتهم تقديراً لدورهم وجهودهم ولو لفترة وجيزة، لا تغييبهم عن المشهد بين ليلة وضحاها، فهي ليست من شيم الأوفياء.
وكم كنت أتمنى أن أرى رئيس الاتحاد في الدورة السابقة بجوار الرئيس الحالي في مناسبة كانت له بصمة فيما يدشن أو يحتفى به اليوم؛ لأن الأفكار والبرامج والإنجازات ليست وليدة الساعة، وإنما ثمرة جهود وخطط وبرامج السابقين يكملها اللاحقون، ونكران ذلك ليس من شيم الأوفياء، فالخطط والبرامج الحالية والنتائج ليست وليدة اليوم، وإنما جهود أجيال من القيادات، فلا نغفل هذا الجانب ونتجاهل دورها فيما نحن عليه اليوم، وإلا لما وضعت الدول خططاً طويلة الأمد في تنفيذ برامجها ومشاريعها المستقبلية.
كم كنت أمني النفس بأن يأتي اليوم الذي أرى فيه تبادل قيادات دورتين متلاحقتين تهنئة بعضهم بعضاً فيما تحقق تقديراً ووفاء لجهودهم واعترافاً بدورهم في مواصلة المسيرة والمشاركة في الإنجازات، لا على طاولة الحوار التي قد لا يرضاها بعضهم، وإنما في المشهد العام، عرفاناً فيما يطرح اليوم أو يحتفى به، تقديراً لهم ولجهودهم في دعوتهم للحضور والمشاركة في تدشين حدث كان له شرف التخطيط بالأمس.