الخميس 18 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
علوم الدار

تنفذها «الزراعة والسلامة الغذائية».. استـراتيجية متكـاملة للأمـن الحيوي الزراعي في أبوظبي

تنفذها «الزراعة والسلامة الغذائية».. استـراتيجية متكـاملة للأمـن الحيوي الزراعي في أبوظبي
31 مايو 2021 02:30

إبراهيم سليم (أبوظبي) 

أكدت هيئة أبوظبي للزراعة والسلامة الغذائية تنفيذ استراتيجية متكاملة تهدف إلى الحفاظ على الأمن الحيوي الزراعي في إمارة أبوظبي، وذلك من خلال تطبيق عدة برامج معنية بشجرة النخيل لما لها من أهمية استراتيجية وبيئية وتراثية، وذلك من خلال الإدارة المتكاملة للآفات؛ بهدف تقليل الضرر الاقتصادي للآفة، والتلوث البيئي، والمحافظة على النظام البيئي من الاستخدام العشوائي للمبيدات الزراعية.
وأوضحت «الهيئة» خلال ندوة نظمتها «عن بُعد» أن برنامج المسح والرش للمزارع المصابة بحشرة الحميرة يعد من البرامج المهمة التي تسهم في السيطرة على آفة الحميرة التي تسبب ضرراً اقتصادياً مباشراً. ويهدف البرنامج إلى السيطرة على آفة دودة البلح الصغرى «الحميرة»، للحد من ضررها الاقتصادي على الإنتاج، وذلك من خلال عمليات المكافحة بالرش للمزارع المصابة، سواء بالإبلاغ أو الزيارات الإرشادية، وبيان نسب ودرجات الإصابة بالآفة من خلال عمليات المسح للمزارع، إذ يستهدف البرنامج المزارع المصابة بالحميرة بمعدل 10% فما فوق، وكذلك مكافحة المزارع المصابة بحلم الغبار، كما يستهدف تقليل استهلاك المبيدات حفاظاً على البيئة، ورسم خريطة التوزع الجغرافي للإصابة بآفة الحميرة.
ويبلغ إجمالي المزارع 22 ألفاً و801 مزرعة بالإمارة، ويبلغ إجمالي النخيل بالإمارة 6 ملايين و869 ألفاً و164 نخلة، موزعة على مناطق العين والظفرة وأبوظبي، وتعتبر الحميرة آفة رئيسة على ثمار البلح غير الناضجة والطور الضار هو اليرقة، وتظهر يرقة الحشرة على الثمار بعد العقد من (فبراير) إلى (يوليو) وتتغذى اليرقات على الثمار بعد العقد مباشرة حتى مرحلة الجمري. والثمار المصابة قد تتساقط أو يظل بعضها يابساً ومعلقاً بالشماريخ بوساطة خيط حريري تفرزه اليرقة، وتجف وتصبح محمرة اللون.
وصنفت هيئة أبوظبي للزراعة والسلامة الغذائية شدة الإصابة بحشرة الحميرة إلى ثلاثة أصناف: الإصابة الخفيفة: من 1 إلى 10% - الإصابة المتوسطة: من 10 إلى 20%، الإصابة الشديدة: من 20% وأكثر.
وتطبق هيئة أبوظبي للزراعة والسلامة الغذائية برنامج الإدارة المتكاملة لآفات النخيل من أجل السيطرة على آفات النخيل بطرق آمنة بيئياً، ومتوافقة مع تعليمات الإدارة المتكاملة للآفات لتقليل الضرر الاقتصادي للآفة والتلوث البيئي، والمحافظة على النظام البيئي من الاستخدام العشوائي للمبيدات الزراعية.
 ويعتبر برنامج المسح والرش للمزارع المصابة بحشرة الحميرة من البرامج المهمة التي تساهم بشكل مباشر في السيطرة على آفة الحميرة لما تسببه من ضرر اقتصادي مباشر في برنامج إدارة آفات النخيل، ويعتبر المحور الرئيسي للبرامج الأخرى وعنصراً رئيسياً فيها، من خلال السيطرة على آفة دودة البلح الصغرى «الحميرة» للحد من ضررها الاقتصادي على الإنتاج، من خلال عمليات المكافحة بالرش للمزارع المصابة ضمن البلاغات والزيارات الإرشادية، وبيان نسب ودرجات الإصابة للمزارع المصابة بآفة الحميرة من خلال عمليات المسح للمزارع، ضمن البلاغات والزيارات الإرشادية من أجل تطوير وتحديد الطرق والزمن المناسب لإجراء عمليات المكافحة. 
 ويستهدف البرنامج مكافحة المزارع المصابة بالحميرة بنسبة 10% فما فوق ومكافحة المزارع المصابة بحلم الغبار بأي نسبة، وتقليل استهلاك المبيدات حفاظاً على البيئية، ورسم خريطة التوزع الجغرافي للإصابة بآفة الحميرة.
 وتعتبر الحميرة آفة رئيسية على ثمار البلح غير الناضجة، والطور الضار هو اليرقة، وتظهر يرقة الحشرة على الثمار بعد العقد من (فبراير) إلى (يوليو)، وتتغذى اليرقات على الثمار بعد العقد مباشرة حتى مرحلة الجمر، والثمار المصابة قد تتساقط أو يظل بعضها يابساً ومعلقاً بالشماريخ بوساطة خيط حريري تفرزه اليرقة، وتجف وتصبح محمرة اللون، وهي توجد طيلة العام، ويزداد نشاطها في نهاية فبراير وذروة نشاطها في مارس وأبريل ومايو، ولها ثلاثة أجيال في السنة ما بين مارس ويوليو.

أجيال الحشرة
لحشرة الحميرة من 2 - 3 أجيال في السنة ما بين فبراير حتى مارس من العام القادم، ومدة الجيل الأول حوالي شهر، وتبدأ الحشرات الكاملة بالظهور والطيران في منتصف وأواخر فبراير، وتبدأ الإناث إلقاء بيضها على الشماريخ والأقماع وحامل الثمرة من (6 - 25) بيضة طول فترة حياتها، ومعدل إصابة اليرقة الواحدة من 3 - 7 حبات في هذا الطور.
 أما الجيل الثاني، فمدته شهر وذروته في الأسبوع الثاني من شهر أبريل، وتبدأ اليرقات الحديثة الفقس لهذا الجيل بالظهور في منتصف ونهاية أبريل للتغذي على الجمري، وتبلغ مدة الطور اليرقي حوالي أسبوعين والطور العذري حوالي أسبوع واحد، وتستغرق مدة هذا الجيل شهراً، أما الجيل الثالث فهو أطول الأجيال، ويمتد من الأسبوع الأول من شهر مايو حتى الأسبوع الأول من شهر مارس العام القادم، لتبدأ اليرقات حديثة الفقس لهذا الجيل الأخير الظهور في الأسبوع الأول من مايو وتبدأ التغذية على الخلال والرطب، وتتغذى اليرقة أولاً على الخلال الذي يبدأ بالتحول إلى رطب في الأصناف المتأخرة. وبعد أن يتم نمو اليرقة تتحول إلى عذراء لكي تنسج لنفسها شرنقة تقضي أشهر الخريف والشتاء بداخلها بحالة سبات. وبذلك فإن مدة طور العذراء في هذا الجيل تتراوح بين 9 و10 شهور وعمر فراشاتها بعد الفقس قصير جداً يتراوح بين 4 و8 أيام وتضع البيض بعد يوم أو يومين من خروجها، وبينت «الهيئة» مخطط الإصابة بالحمّيرة حسب الفصول.

مظاهر الإصابة
تحدث الإصابة بداية في أول عقد الثمار من خلال ملاحظة تساقط للثمار أو بقائها معلقة في بداية عقدها في منتصف شهر مارس، وملاحظة وجود ثقب بجانب القمع ووجود يرقة بداخل الثمرة تتغذى على اللب الداخلي والبذرة في مرحلة الحبابوك، وتستمر الإصابة لنهاية مايو مع بقاء الثمار حمراء معلقة بخيط حريري على العذوق، تستمر الإصابة من بداية العقد إلى بداية مرحلة الرطب، مع ملاحظة وجود الثقب بجانب القمع، ووجود براز الحشرة داخل الثمار المحمرة المعلقة والمتساقطة، والعذوق المصابة تتحول ثمارها المصابة إلى اللون الأحمر، والمزارع المهملة التي يوجد بها عدد نخيل كثير ومتشابك وغير مكرب تكون بها نسبة الإصابة عالية.
 حساسية أصناف النخيل للإصابة بالحميرة يبلغ عدد أصناف النخيل في العالم أكثر من 2000 صنف ويتم اشتقاق أسماء الأصناف من لون وشكل وحجم الثمرة ووقت النضج، وتتفاوت إنتاجية الصنف من (10 - 70) كغ بسبب الاختلافات العديدة في الأجزاء الثمرية والخضرية الموجودة بين الأصناف وبسبب حساسية بعض الأصناف ومقاومتها للآفات، وهناك العديد من الأصناف المقاومة لآفة الحميرة مثل (صنف منطور وصعيدي وفالج)، وهناك أصناف حساسة جداً للإصابة مثل (خنيزي ساير مجدول خضراوي حلاوي)، وأصناف متوسطة الحساسية (إخلاص برحي).

هز العذوق أثناء عملية التحدير 
تعد عملية التحدير من العمليات الزراعية المهمة التي تحتاج إليها أشجار النخيل للحصول على إنتاج عال، كماً ونوعاً، وتفيد هذه العملية في التخلص من الثمار المصابة بدودة البلح الصغرى، وتساقطها على الأرض في حال قيام العامل بهز العذوق بشكل جيد أثناء القيام بعملية التحدير، ويمكن أن تكون ضمن نسبة كبيرة من هذه الثمار يرقات الحشرة، والتي لم تكمل التهام محتويات الثمرة المصابة، وبذا تساعد هذه العملية في القضاء على أعداد كبيرة من اليرقات.
والحرص على نظافة النخلة من ناحية التكريب وتنظيف قمة النخلة وإزالة الثمار المتساقطة في الأحواض وفي قواعد الكرب وفي قمة النخلة وإتلافها، وأهمية التفريد والتكييس والتحدير الجيد للعذوق مع وضع الأكياس الشبكية بمرحلة الحبابوك وبعد عملية الخف، وفوائدها متمثلة بأن تمنع إصابة الثمار بالآفات بشكل عام، إذ تمنع الإصابات الجديدة من أطوار الحشرات الموجودة على الثمار المتساقطة في الحقل.

إدارة الآفة 
دعت «الهيئة» مزارعي النخيل إلى إزالة الفسائل من حول الأمّات، إذ يؤدي وجود عددٍ من الفسائل حول أشجار النخيل إلى تجميع الثمار المتساقطة، وصعوبة جمعها، وربما تحتوي هذه الثمار على يرقات أو عذارى الحشرة، وتفيد إزالة الفسائل من حول الأم في تسهيل جمع الثمار المتساقطة وإتلافها والتخلص من أطوار الحشرة الموجودة فيها، والعزيق الجيد للتخلص من الحشائش، وتتم هذه العملية بعد جمع المحصول مباشرة وحتى قبل خروج الأغاريض الزهرية لدفن العذارى الساقطة على التربة أو تعريضها للجفاف.
وإزالة متبقيات المحصول السابق، الأشجار الميتة، الأوراق الجافة، أغلفة الطلع والعذوق بعيداً عن المزرعة، إذ تختبئ بداخلها العذارى خلال الشتاء، والتوجه نحو استعمال بعض الأعداء المتخصصة التي أثبتت كفاءة تجاه الآفة في مناطق انتشارها، وتشمل متطفل البيض (تريكو جراما).
ودعت إلى استخدام بعض المفترسات مثل أسد المن التي تفترس يرقات حشرة الحميرة، لافتةً إلى أن المزارعين سابقاً في شبه الجزيرة العربية كانوا يستخدمون نوعاً من النمل المفترس لمكافحة حشرة الحميرة وما زال هذا النوع موجوداً، لكن بأعداد قليلة نتيجة الاستخدام المفرط بالمبيدات.

الطرق الوقائية 
تبدأ الوقاية من اختيار أصناف النخيل المتقاربة في مواعيد الإزهار عند الزراعة، حيث يراعى اختيار هذه الأصناف لتسهيل مكافحة الحشرة والحد من أضرارها، يفضل زراعة الأصناف التي تتعرض لنسب إصابة منخفضة، مثل البرحي - الجبري - دجلة نور - إخلاص، والمراقبة المستمرة للإصابة وتحديد نسبتها ومواقعها في البستان، تركيب المصائد الفرمونية للكشف المبكر عن الإصابات وتشغيل المصائد الضوئية، لتحديد موعد خروج الفراشات.

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©