قررت أن أصنف القلوب والشخصيات التي تحمل تلك القلوب في صدورها، فيقتحمون بها أجواءنا ومجالاتنا اليومية، ليتصدوا لتلك الهجمات التي عادة ما تكون على هيئة حشراتٍ إلكترونية، أو تلك الكائنات التي تنبح وتزمجر فتذكرنا بالمثل الشعبي «وش على السحاب من نبح الكلاب»، وعندما تكون لدينا فرزة من الوقت تنقبنا رسائل تفرض نفسها علينا، فنطلع عليها لا بدافع الإعجاب أو الفضول، ولكن لربط واقعها بالحقيقة، هنا أقف وقفة إجلالٍ لشباب الإمارات الذي يلتزم بمبادئه وقيم مجتمعه عاملاً بمنظومة «عيال زايد»، فقد سمعت أحدهم على أحد التطبيقات يردد أبياتاً للمتنبي «الرَأيُ قَبلَ شَجاعَةِ الشُجعانِ * هُوَ أَوَّلٌ وَهِيَ المَحَلُّ الثاني.. فَإِذا هُما اِجتَمَعا لِنَفسٍ مِرَّةٍ * بَلَغَت مِنَ العَلياءِ كُلَّ مَكانِ»، وأكمل حديثه قائلاً: «نحترم بلادنا وكل ما قدمته لنا، لذا نحن ننأى عن الخوض في مثل هذه المهارات.. ليس جبناً أو تخاذلاً منا ولكن لأن أخلاقنا لا تسمح لنا بذلك.. نحسبها للإمام فأمور كثيرة تترتب على كل تصرفٍ صغير».
قراءة القلوب تتطلب فهماً للنيات والمعطيات وتحليلاً واقعياً يقيس الشجاعة والخطط الاستراتيجية في آنٍ واحد. وتذكرت كتاب «فن الحرب» للفيلسوف الصيني سن تسو الذي يقول إن «الطيش والتهور يؤديان إلى الهلاك» ويُشبّه الشجاعة التي ينقصها التروي بأنها مثل الثور الهائج، فمثل هذا العدو لا تقابله بالقوة والشراسة، فالشجاعة وحدها لا تكفي لتحقيق النصر، إذ يلزمها العقل والتدبر والتروي وحساب العواقب. ومثل هذه الفلسفة ما نراه بأعيننا ونلمسه كلما شهدنا موقفاً من مواقف القيادة الحكيمة الذين تعلمنا منهم قولاً وفعلاً قوة الإيمان، والصبر، وأهمية حمد الله وشكره وكيف نحب ولا نكره من يختلف عنا في الدين والعرق والثقافة، وكيف نعيش ونحترم ونحتوي الآخرين. هذا هو الوطن الذي يعيش فينا فإن نظرنا إلى ماضيه وجدناه مشرفاً، وحاضره باسماً ومستقبله مشرقاً، بإذن الله.
للعارفين أقول، سيدي صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، شكراً لسموكم لقد راهنتم على الشباب وها هي ثمار ما زرعتم.. بذور المحبة والوقار والاحترام تعمق إيماننا بمسيرة الإمارات الحافلة بقيادتكم؛ أنتم من نُحب وأنتم قدوة، وفخر وذخر وعزوة، نرى في ما يجسد تخطيطكم للخمسين عاماً القادمة رؤية تحقق إنسانية المستقبل، وتضع الإمارات نبراساً وهاجاً يهتدي ويقتدي به العالم عندما تجتاحه الأوبئة كما في تعافيه من الشوائب.