تصادف هذه الأيام ذكرى مرور 40 عاماً على تأسيس وإنشاء مجلس التعاون الخليجي، الذي كان ثمرة ونتاج علاقات تاريخية بين أبناء منطقة الخليج العربي. وقد تُوِّجت تلك العلاقة بإنشاء هذا المجلس المبارك، فاستمرت مسيرة التعاون. إن التجارب والأحداث التي تعرضت لها منطقة الشرق الأوسط، وضِمنها منطقة الخليج العربي، خلال السنوات والعقود الماضية، بما في ذلك الحروب والأزمات العاصفة وأخطار الإرهاب والتطرف والظروف الجديدة غير المألوفة.. أثبتت صمود منظومة التعاون الخليجي بفضل رغبة شعوبه وإرادة قادته المخلصة في البحث عن كل ما من شأنه أن يحقق الأمن والأمان والطمأنينة والرخاء والازدهار لهذه الشعوب. 

وخلال ظروف «الربيع العربي» راقب أهل الخليج ما حدث، ورأوا كيف تهاوت دول من حولهم جراء ذلك «الربيع» المدمر وما جرّه من خراب وفوضى غير خلّاقة. وفي ظل الظروف التي عرفتها منطقة الشرق الأوسط بشكل عام، ومنطقة دول الخليج العربي بشكل خاص، كان لتماسك المنظومة الخليجية الأثر الإيجابي البالغ والكبير في الحفاظ على شيء من النظام الإقليمي العربي، وذلك بفضل ما تملكه الدول الخليجية من خبرة وحنكة سياسية ذات أفق واسع ومن قدرة على استشراف المستقبل وتقدير الموقف السليم والمدروس في السياسة العامة والعلاقات الدولية.. نقول: بناءً على الحنكة وبعد النظر اللذين يتمتع بهما قادة دول مجلس التعاون الخليجي، مما كان له الأثر الطيب والكبير جداً، واصلت هذه الدول استكمال مرحلة البناء والعطاء، داخلياً وخارجياً.
لذلك، فإنه لا حاجة بنا للقول في هذه المرحلة من عمر مجلس التعاون الخليجي، بضرورة تدعيم العلاقة بين دوله وزيادة أواصر ووشائج الأخوة الخليجية وترسيخ العلاقات الأخوية.. من أجل المصير المشترك والمستقبل الواحد.
ولا يخفى على أحد في هذا الصدد أن عالم اليوم يعيش عصر التكتلات الاقتصادية والتجمعات الإقليمية بين الدول، وذلك على أساس توحيد القوى والجهود المشتركة في شتى المجالات. ولا شك في أن قادة دول مجلس التعاون الخليجي قادرون، ولديهم الكفاءة الكاملة والاستعداد الكلي، على مواجهة هذه المرحلة والسعي لإعداد كل ما يلزم من أجل كسب الرهان التكاملي الخليجي.
وختاماً، نسأل الله تعالى أن يحفظ الخليج الواحد.. دائماً وأبداً.


*كاتب كويتي