أصحاب الهمم، هم في الوعي الإماراتي جناح الطير الذي ينمو في مشاعر الأهل والخلان، كما تنمو السنابل في ربوع الأرض، وثنايا التراب النبيل، لهذا سعت دائرة تنمية المجتمع دوماً على سقيا هذه الجذور بالماء البارد، وإروائها بعذب التأمل تقصي ما تحتاجه هذه الشرايين التي تسكن القلب، وتنبع من النياط وحبل الوريد.
اثنتا عشرة مبادرة تقودها دائرة تنمية المجتمع، بالتعاون مع جهات أخرى معنية، من أجل الارتقاء بالعمل المجتمعي، ومن أجل رعاية شريحة مهمة في صلب المجتمع، وهي الشريحة التي برز منها مبدعون، وبارعون، وماهرون، ومخترعون، ومثابرون، حققوا الكثير من المنجزات للوطن ولأهلهم، ولهذا ترى الدائرة أنه ما من مجتمع يرقى وينهض، ويتطور، ويحقق إنجازات عظيمة، إلا ووراءه فئة من المجتمع نالت خير الجزاء، وحصلت على حقوقها وافرة، كاملة، غنية، ثرية بمعانيها المادية والمعنوية، ليس إنسان في الدهر، وأياً كان موقعه، إلا يحتاج إلى الدعم والمساندة، وتعزيز الإمكانيات ورفع المعنويات، والأخذ بيده إلى حيث تكمن منابع الإنجاز، والإمارات بفضل شيوخها الكرام، وجهود المسؤولين في المؤسسات المعنية، لا تدخر جهداً، ولا توفر وسعاً من أجل حماية أبنائها ورعاية شؤونهم، والعناية بطموحاتهم، والسير قدماً نحو بناء مجتمع متكامل، لا ثغرة فيه ولا هوة، فالكل هنا يلقى ما يحتاجه، والكل هنا يحظى ما يستحقه، الأمر الذي جعل الإمارات وطناً استثنائياً، متفرداً، ممسكاً بخيوط المجد، ثابتاً، واثق الخطوات، راسخ النبرات، وقد تحقق للإمارات خلال عقود قليلة من الزمن ما لم يتحقق لكثير من الدول المتقدمة منذ قرون، لأن هنا، في هذا الوطن تسير خلايا النحل بقدرات الإرادة الصلبة، والوعي بأهمية أن نكون معاً، ويداً بيد من أجل مستقبل لا تغشيه غاشية النقص، ولا تشوبه شائبة العجز عن الوصول إلى قمة الهرم الاقتصادي، والاجتماعي، والثقافي.
هنا في بلادنا تسير الركاب متوحدة، أحلامها تزهر بالفرح، وطموحاتها تسفر بالأمل، وتطلعاتها مشدودة إلى الكواكب والنجوم، وآمالها مشغوفة بوجه اللجين، وأمنياتها مدنفة بحب المعالي، وفي هذه المرحلة من زمن الإمارات البهي تقود دائرة تنمية المجتمع الدفة بكل جدية وجدارة، وإيمان بقدرات أبناء الوطن بمختلف شرائحهم بتحقيق ما يتمنونه من دون يأس، أو بأس، هم مع طلوع الشمس، يكونون الشعاع الذي يرسم جمال الوجود.