تولي دولة الإمارات العربية المتحدة، ومن خلال توجيهات قيادتها الرشيدة، وجهود مؤسساتها المتخصصة، قطاع التعليم اهتمامًا كبيرًا، إذ ترى فيه أحد القطاعات البارزة والمؤثرة في تأهيل جيل جديد متسلّح بالعلم والمعرفة ويمتلك المهارات المتقدمة التي تمكّنه من الإسهام في منجزات الدولة الحضارية في الشؤون والمجالات كافة.
ولأن نجاح العملية التعليمية والتربوية يتضمن سلسلة من الفاعلين، فإنهم بحاجة إلى الدعم المتواصل والتقدير لأي جهد نوعي ومتميز يقومون به، ويستحقون على إثره العرفان والإشادة والتشجيع، لتبرز في هذا السياق الغاية التي من أجلها اعتُمدت «جائزة خليفة التربوية» في دعم التعليم والميدان التربوي، وتحفيز المتميزين والممارسات التربوية المبدعة.

وأكد سمو الشيخ منصور بن زايد آل نهيان، نائب رئيس مجلس الوزراء وزير شؤون الرئاسة رئيس مجلس أمناء «جائزة خليفة التربوية»، خلال رعاية سموه الحفل الافتراضي الذي نُظِّم أمس الأول، لتكريم الفائزين في دورتها الـ14، أن «التميز هو الرسالة الأساسية لجائزة خليفة التربوية، هذه الجائزة التي شكلت حاضنةً للمتميزين، وبيئةً مشجعة للإبداع والابتكار».
«جائزة خليفة التربوية»، وفي إطار مساعيها للتحول إلى جائزة عالمية، ومكانتها اللائقة بها كجائزة تربوية، مُنِحت هذا العام لـ27 فائزة وفائزًا، بينهم 16 من داخل دولة الإمارات، منهم أسرتان مواطنتان، عن فئة «الأسرة الإماراتية المتميزة»، و11 فائزة وفائزًا على مستوى العالم العربي، اعتمادًا على مجموعة معايير عالمية، تركز على اكتشاف الأفراد والممارسات التربوية الناجحة، وطنيًّا وعربيًّا، بهدف تحرير الطاقات الكامنة لدى التربويين، وخلق جو تنافسي يرقى بقدراتهم في الميدان، بما يمتلكونه من معارف ومهارات تربوية متميزة، تشكّل دعامة للجهود المبذولة للنهوض بالتعليم، وتشجّع العاملين فيه على تبني مبادرات تثري القطاع التربوي وترتقي بالعملية التعليمية.
لقد نجحت دولة الإمارات في ترجمة الرؤى التربوية والتعليمية التي يُستهدى بنورها، في ترسيخ ثقافة التميز والإبداع، وفتح آفاق الريادة أمام التربويين ومؤسساتهم، لتصميم وتنفيذ مبادرات ومشروعات تعزز الأداء التعليمي والتربوي، بوصفه الركن الأول من أركان تقدّم الأمم ونهضتها، انسجامًا مع قول صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله: «إن العملية التعليمية، بقدر ما حققت من مستويات التأهيل العلمي المختلفة، نراها اليوم في تحدٍّ مستمر ومتصاعد، يتطلب العمل الدؤوب في تطوير المناهج ووضع الخطط الرامية إلى تحقيق المستوى المطلوب في مواكبة تسارع التطور التقني، واستيعاب مستجدات التكنولوجيا الحديثة»، وضرورةً لإثراء المحتوى المعرفي والفكري الذي يعزز لغة الحوار بين الأفراد، والتواصل الحضاري بين مختلف الثقافات.

* عن نشرة «أخبار الساعة» الصادرة عن مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية.