يعمل برنامج خليفة للتمكين - «أقدر»، على بناء وعي إبداعي، خلاّق، وببلاغة لغة الطفولة، وعفوية نبوغها ونصوع صفحاتها، ويفوع حروفها، وينوع جملتها الأدبية، هذا البرنامج الرائد يقوم بدافع رجال من هذا الوطن، ونساء احترفن مهنة المهارات في انتزاع الفكرة النابضة بالحياة من أجل التواصل بين الأجيال، ومن أجل وضع قبعة مهارية عملاقة على رؤوس الصغار، والذين يصبون إلى عالم كبير بمهامه، واسع في تطلعاته، مفعم بالطموحات، مكتنز بالطاقات، ثري بالإمكانيات، غني بالقدرات، قبلته رخاء في العطاء، سعة في السخاء.
هذا ما يسعى إليه برنامج خليفة للتمكين وما يحث الخُطا من أجله، وما يحرّض العقول من أجل تأسيس قوى ناعمة تحفر في الذاكرة الإماراتية، رسوم جيل ناهض الكراهية، وعانق أشجار الحب، ولم يساوم في إبداع كل ما يشيع الحياة، وكل ما ينثر ورود الأحلام الزهية البهية.
«أقدر»، مبادرة لجيل يمتهن الكتابة بحرفية، ويحترف صناعة الكلمة بمهنية، ويسير على مدار كواكب وفلك النجوم الساطعة في سماء العالم.
«أقدر» قدّم الأطفال ككتاب، بصيغة البدايات اللامعة، ومضمون الطموحات الناجعة، وفكرة الأسفار واسعة الحدقات.
عند زيارتي جناح برنامج خليفة للتمكين، جلت في حقول النتاجات الإبداعية التي قدمها أطفالنا، شعرت بأن المستقبل بخير، وأن حرف الضاد لن ينالها التعب، وأن الكلمة المكتوبة سوف تظل مرفرفة كأجنحة النوارس على صفحات الموجة في بحر الخليج العربي، وأن القيادة الرشيدة لا تدخر جهداً في سبيل تمكين الإنسان، وتأهيله، وتهيئته، وصقل مهاراته، وإعداده للغد لكي تتقاسم الأجيال مسيرة النهوض، وتتشارك في صناعة سفن السفر الطويل لوطن تطلعاته أبعد من جغرافيته، وأمنياته أكبر من حجم جباله، وآماله تتجاوز حدود التاريخ.
في هذه الجولة شعرت أنني أستعيد طفولة، مملوءة بالأحلام، وتفيض بالصور الخيالية الجميلة، شعرت بأن العالم بأكمله يولد من جديد، هنا في الإمارات، وكل الحضارات تقطف ثمراتها من جهود مكللة بالفرح، وتعب يتزين بابتسامة شباب لوّنوا مشاعرهم بإرادة الصحراء، وعزيمة السحابات الممطرة، ونخوة الأفذاذ الذين تركوا لنا إرثاً نعتز به ونفتخر بسطوته الجميلة، وورطته الرائعة، في هذه الزيارة، كانت الخطوات تبعث على الرضا، وأنا أتلمس حروف صغارنا ترقص على الورق كأنها الورود تحت دفقات نسائم صباحية رقيقة، وأنيقة.