السبت 20 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

هل ترتفع أسعار السيارات والإلكترونيات؟

مصانع سيارات تواجه نقص الرقائق
25 مايو 2021 10:00

عاطف عبدالله (أبوظبي)
لاتزال تلقي أزمة نقص الرقائق بظلالها على الصناعة العالمية، خاصة الإلكترونيات والكمبيوترات والسيارات، منذ بداية العام وحتى الآن، ما يبطئ وتيرة تعافي الاقتصاد العالمي من جائحة كوفيد-19.
ووفق بحث أجرته مجموعة سسكويهانا فاينانشال جروب، ارتفع متوسط المهلة بين طلب الرقائق (أشباه الموصلات) وتسلمها من قبل المصنعين خلال شهر أبريل الفائت لتصل إلى 17 أسبوعاً، ما يشير لصعوبة تأمين التوريدات اللازمة للمستخدمين، وهي أطول فترة انتظار يتم تسجيلها منذ البدء في تتبع البيانات قبل أربعة أعوام.

مكونات أساسية
وتسمح الرقائق للأجهزة الإلكترونية بالتقاط البيانات ومعالجتها وتخزينها، وهذه المكونات أساسية لأجزاء كاملة من الصناعة العالمية، وتدخل في صناعة العديد من الأدوات التي نستخدمها بصورة يومية. وهي موجودة في الأجهزة الإلكترونية مثل الهواتف الذكية، وأجهزة الكمبيوتر ومشغّلات ألعاب الفيديو والسيارات، ولا سيما لوحات التحكم فيها، والطائرات والشبكات المعلوماتية والهاتفية وغيرها. وهي في غالب الأحيان دقيقة الحجم، إذ يتراوح حجم المكونات الأكثر بين 5 و7 نانومتر.

  • الرقائق.. هي العقل المفكر للسيارات والإلكترونيات
    الرقائق.. هي العقل المفكر للسيارات والإلكترونيات

 

بداية الأزمة
بدأت أزمة نقص الرقائق، عندما واجه مصنعو الرقائق الإلكترونية زيادة مفاجئة في الطلب من منتجي أجهزة الكمبيوتر والأجهزة اللوحية ومشغلات الألعاب الإلكترونية خلال الجائحة، وما واكبه اتجاه الكثير حول العالم في العمل والتعليم عن بعد أثناء فترة الحجر المنزلي والإغلاق المؤقت للأنشطة الاقتصادية حول العالم.
بيد أن سوق الرقائق كانت بالأساس تحت الضغط بفعل الحرب التجارية بين الولايات المتحدة والصين. وعمدت شركات كبريات، مثل هواوي العام الماضي إلى تخزين كميات كبرى للحد من وطأة العقوبات.

عمالقة التكنولوجيا
تأثرت قطاعات اقتصادية عدة جراء نقص الرقائق، بيد أن القطاعات الأكثر استهلاكاً للرقائق كانت أول المتضررين، مثل شركات تصنيع مشغلات الإنترنت وأجهزة الكمبيوتر والهواتف والأجهزة اللوحية، وأجهزة بلاي ستيشن ومشغلات إكس بوكس.

  • آبل.. واحدة من الشركات المتأثرة بنقص الرقائق
    آبل.. واحدة من الشركات المتأثرة بنقص الرقائق

ودفعت هذه الأزمة كبريات شركات التقنية إلى خفض الإنتاج وتوقعات بتراجع الإيرادات، حسب ما أفادت بلومبرج.
فبعد ربع ثاني قياسي، حذّر لوكا مايستري المدير المالي لشركة آبل، من أن قيود المعروض تعوق مبيعات أجهزة «آيباد»، و«ماك»، وهما منتجان كان أداؤهما جيداً بشكل خاص أثناء عمليات الإغلاق، وقال إن هذا قد يقلص ما بين 3 مليارات دولار، إلى 4 مليارات دولار من الإيرادات، خلال الربع الثالث من السنة المالية.
ومن جانبها، قالت شركة سامسونج، وهي منتجة ومستخدمة للرقائق، إن الإيرادات والأرباح في قسم الهاتف المحمول، الذي ينتج هواتف «جالاكسي»، ستنخفض الربع الجاري بسبب نقص المكونات، وضعف الطلب على الطرازات الرئيسة.

قطاع السيارات يصطدم
لكن الضحية الأكبر لنقص الرقائق هي قطاع السيارات حيث توقعت شركة الاستشارات أليكس بارتنرز أن يلتهم العجز العالمي في رقائق أشباه الموصلات 110 مليارات دولار من إيرادات شركات صناعة السيارات هذا العام، ارتفاعاً من تقدير سابق عند 61 مليار دولار، إذ تتوقع أن تؤثر الأزمة على إنتاج 3.9 مليون سيارة.
وتوقع المحلل لدى وكالة موديز للتصنيف الائتماني ماتياس هيك في مذكرة «تراجع حجم الإنتاج العالمي للسيارات بنحو 2% هذه السنة».
وتحتوي السيارات والشاحنات الحديثة على العشرات من الرقائق، وهو رقم يزداد بفضل التوجه نحو السيارات المدعومة بالتكنولوجيا، أو التي يتم تصنيعها بمحركات كهربائية، وبحلول عام 2022، تقدر شركة ديلويت أن كل سيارة تحتوي على رقائق بقيمة 600 دولار تقريباً، مقارنة بـ312 دولاراً في 2013.

  • سيارة تحتوي على رقائق بقيمة 600 دولار تقريباً
    السيارة تحتوي على رقائق بقيمة 600 دولار تقريباً

وفي الوقت الذي توقف الإنتاج في أحد مصانع ستيلانتيس في فرنسا، تباطأ العمل في مواقع لشركتي جنرال موتورز وفورد بالولايات المتحدة، كما حذَّرت «بي إم دبليو»، و«هوندا»، و«فورد» من تفاقم المشكلات نتيجة نقص الرقاقات.
ودفعت أزمة نقص الرقاقات شركات السيارات للتخلي عن التكنولوجيا والرفاهية، حيث توقفت «نيسان» عن تركيب أنظمة الملاحة في آلاف المركبات التي تحتوي عليها عادة بسبب النقص، ولم تعد شركة «رام» توفر في سياراتها البيك أب «1500» المرآة الخلفية القياسية الذكية التي تراقب النقاط العمياء، وتوقفت «رينو» أيضاً عن تركيب الشاشات الرقمية كبيرة الحجم خلف المقود في سيارتها أركانا الرياضية متعددة الاستخدامات لتوفير الرقائق.

تحرك عالمي
تسيطر ثلاث دول هي تايوان وكوريا الجنوبية واليابان، على نحو 60% من السوق العالمية للرقائق المقدرة بـ440 مليار يورو، وفقاً لمجموعة بوسطن الاستشارية، ورابطة صناعة أشباه الموصلات. وهذا الأمر دفع الأطراف الفاعلة لتغيير الوضع الراهن، إذ يطمح الاتحاد الأوروبي لإنتاج 20% من أشباه الموصلات في العالم بحلول 2030، ما يساوي ضعف حصته الحالية من الإنتاج.
من جهتها، خصصت الولايات المتحدة نحو 50 مليار دولار لتعزيز إنتاج أشباه الموصلات.
وعلى مستوى المصنعين، دعمت شركة إنتل، أكبر شركة لتصنيع الرقائق في العالم، خطط الاتحاد الأوروبي، وتعمل بالفعل على توسيع إنتاجها من رقائق حجم «7 نانومتر» في أوروبا، وتدرس أيضاً بناء مصنع متطور لأشباه الموصلات في المنطقة، كما تعتزم إنفاق 3.5 مليار دولار لتحديث مصنعها للرقائق في «نيو مكسيكو».

ارتفاع الأسعار
مع تزايد تداعيات نقص أشباه الموصلات، وتراجع الإنتاج من شركات الإلكترونيات والسيارات، بدا من الواضح أن ارتفاع أسعار السلع يلوح في الأفق، حسب ما أفادت صحيفة الجارديان.
وقالت إن المستهلكين يواجهون ارتفاعاً في أسعار السلع ونقصاً في بعض المنتجات بداية من التلفزيونيات والهواتف المحمولة والكمبيوترات، مروراً بالسيارات ومنصات الألعاب، مع استمرار نقص الرقائق حول أرجاء العالم.

 

 

 

 

 

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©