أكثر الصناعات التي تأثرت بسبب أزمة فيروس كورونا، هي السياحة. فقد ذكرت، المديرة المنتدبة لشؤون سياسات التنمية والشراكات بالبنك الدولي، «ماري إلكا بانجستو»، أنه على مدار عام منذ اندلاع هذه الجائحة تراجع عدد السياح عام 2020 بمقدار مليار سائح مقارنة بعام2019. وقد أدى الانخفاض الحاد في حركة السفر الدولي، إلى خسارة بلغت نحو 1.3 تريليون دولار وتعرض ما يراوح بين 100 و120 مليون وظيفة في قطاع السياحة للخطر. ولهذه الأسباب تقوم الدول على تحسين السلامة الصحية، في سعيها لحماية السائحين والمقيمين، من خلال إيجاد بروتوكولات قوية للصحة والنظافة، وأيضاً وضع بروتوكولات تشغيل موحدة للفنادق وشركات تنظيم الرحلات، ودعم الحوار بين القطاعين العام والخاص بشأن استراتيجيات التعافي.
وقد انطلقت فعاليات «معرض سوق السفر العربي 2021» في 16 مايو في دبي، ضمن دورة استثنائية للحدث الأضخم في قطاع السفر والسياحة في الشرق الأوسط، وشدد على أهمية المؤتمر صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، في تغريدته: «62 دولة تشارك حضورياً في دبي بفعاليات (معرض سوق السفر العربي).. الحدث السياحي الأكبر عالمياً منذ تفشي الجائحة.. نرحب بالجميع في دبي، حيث يبدأ التعافي السياحي للعالم.. وحيث نستطيع رؤية الضوء في نهاية النفق الذي مرت به البشرية خلال عام ونصف العام». كما وضحت مديرة معرض سوق السفر العربي في الشرق الأوسط، دانييل كورتيس، أن هذا الحدث سيحدد أسلوب صناعة السفر والسياحة في الأشهر المقبلة من العام الجاري. ولعل من أهم الشراكات في مجال السفر والسياحة التي قامت بها دولة الإمارات، هو إقامة ممر سفر آمن بين الإمارات واليونان، التي تعتبر الآن إحدى الوجهات السياحية المفضلة للإمارات. 
ففي إطار التعاون والتنسيق المشترك بين دولة الإمارات واليونان، تم اعتماد ممر سفر آمن بين البلدين للمسافرين الحاصلين على جرعتي لقاح ضد فيروس كورونا، وتم الاعتراف المتبادل بشهادات التطعيم الصادرة من الجهات الصحية فيهما، دون الحاجة إلى تطبيق متطلبات الحجر الصحي عند الوصول، مع مراعاة الالتزام بالإجراءات الاحترازية الأخرى المعتمدة في وجهة الوصول. إن هذا التركيز على السياحة في اليونان ازداد بعد تدشين الشراكة الاستراتيجية بين البلدين العام الماضي، والتي استعرضت مسارات التعاون المتعددة بينهما، من أجل زيادة التعاون الاستثماري والثقافي، حيث اليونان بالإضافة إلى أنها تتمتع بوجود أجمل المدن والجزر السياحية، فهي أيضاً تعد مركزاً ثقافياً وتجارياً مهماً. 
إن هذا التعاون السياحي والثقافي له عدة دلالات، أهمها تعزيز العلاقات مع الدول التي لا تقوم باستغلال الشعارات الدينية لأغراض سياسية وبث خطابات الكراهية وأهم نقطة، التعاون يكون مبنياً على احترام سيادة الدول وعدم التدخل في شؤونها الداخلية، وهذا هو المدخل الصحيح للتنمية والازدهار والسلام. 

* باحثة سعودية في الإعلام السياسي