نبارك لشباب الأهلي ومدربه القدير مهدي علي الفوز بالبطولة الأغلى «كأس صاحب السمو رئيس الدولة» والثالثة له هذا الموسم والعاشرة لناديه في هذه البطولة، ونهنئ اتحاد كرة القدم ورابطة دوري المحترفين لحفل الختام المبهر والتفاعل الجماهيري الذي افتقدناه على مدى خمسة عشر شهراً بسبب جائحة كورونا، وتحقق هذا النجاح بفضل الجهود المميزة للاتحاد ولجنة الطوارئ والأزمات.
إن ما حققه مهدي علي مع الأهلي خلال الشهور الخمسة الماضية، ومنذ استلامه مهام تدريب الفريق خلفاً لمدربه الإسباني جيرارد في ديسمبر الماضي يدعو للفخر والاعتزاز لكوادرنا التدريبية المواطنة، ويؤكد كفاءة أبنائنا متى ما أتيحت لهم الفرصة، وتوافرت لديهم الكفاءة والحرص على الاستفادة من خبرات الآخرين في مجال التدريب، كما وجدناه في مهدي وشغفه وحرصه على الاطلاع على التجارب العالمية من مدربي الأندية الأوربية بمتابعته الدائمة لها من خلال حضوره لبعض المشاهير في حصصهم التدريبية في أنديتهم بجهوده وعلى نفقته ليثبت بأن الفرصة وحدها لا تغني عن الإعداد والتأهيل لقبول التحديات.
فكما حرص مهدي على صقل موهبته نشكر إدارة الأهلي على ثقتها ودعمها وتشجيعها له وللكوادر التدريبية المواطنة لتشق طريقها في عالم التدريب، ولدينا أمثلة كثيرة في هذا المجال بدءاً من مدرب النصر الأسبق رجب عبدالرحمن وعيد باروت وعبدالعزيز العنبري وغيرهم، والدكتور عبدالله مسفر صاحب أول تجربة احترافية خارجية مع المنتخب الأردني الشقيق والقائمة تطول في الفئات السنية لفرقنا ومنتخباتنا.
ولأننا في مرحلة الاحتراف الكروي على المستوى المحلي، فإننا نرجو أن تتسع هذه الدائرة لتصل الى المدربين لتكتمل المنظومة الاحترافية وفق أفضل المعايير بما يضيف للمنظومة لتكتمل دائرتها لتكون دولة الإمارات من أوائل الدول العربية والآسيوية في هذا المجال تحقيقاً وتعزيزاً لهذا الجانب الحيوي والهام في عالم التدريب، ولتكون نجاحات مهدي علي دافعاً للآخرين لخوض غمار الاحتراف، لأن شبابنا لديه الرغبة والشغف للاحتراف وعلينا دعمهم ومنحهم فرص اثبات قدراتهم وصقل مواهبهم بدورات التأهيل المتاحة في الاتحادين الآسيوي والدولي لكرة القدم وتشجيع اتحادنا وأنديتنا لهم.
مهدي علي أثبت للجميع بأن التدريب ليس قاصراً على سواهم من خارج الحدود، وأن شبابنا لا يقل كفاءة عن سواهم إذا ما منحوا الفرصة، وهيأت لهم سبل تطوير ذاتهم بدورات الصقل داخلياً وخارجياً.