مبارك لفريق شباب الأهلي، بطل الثلاثية هذا الموسم، بعد أن توّج بطلاً لكأس صاحب السمو رئيس الدولة على حساب النصر، وقبل ذلك توّج بكأس السوبر في يناير، وكأس الخليج العربي في أبريل خلال هذا العام. ومبارك لاتحاد كرة القدم الذي أخرج المباراة النهائية لكأس رئيس الدولة في صورة حفل مبهج، دقيق التنظيم، مزج بين الماضي والحاضر والمستقبل بلوحات مختلفة، وألف مبارك للمهندس مهدي علي المدرب الوطني لفريق شباب الأهلي، وصاحب الثلاثية، وكنت تحدثت عنه من قبل وأكرر الحديث مرة أخرى، ليس لمنطق عربي وإعلامي سائد بالتحيز للمدرب الوطني، ووفقاً لتصنيف موروث وقديم للمدربين إلى أجنبي ووطني كمعيار للاختيار، وقد كان بالنسبة لي دائماً تصنيفاً عاطفياً مسطحاً!
***
مع مهنة الصحافة عشت العديد من القضايا التي تطرح في صورة أسئلة جدلية من نوع: أيهما أفضل الحكم الوطني أم  الأجنبي؟.. أيهما أفضل المدرب الوطني أم الأجنبي؟
وأذكر أني سألت المدرب الإنجليزي دون ريفي أحد أفضل المدربين في تاريخ الكرة الإنجليزية: من يصنع نجاح الآخر المدرب أم اللاعب؟ ويومها وجهت سؤالي في قلب ملعب النادي الأهلي المصري بالجزيرة، حيث تولى ريفي قيادة الفريق لأربعة أشهر فقط في موسم 1984-1985، وأذكر تعبيرات وجه الرجل، واختصرها وفقاً لما شعرت به لحظتها: ما هذا السؤال أيها الشاب؟، وقد قال: لا يوجد شيء اسمه مدرب جيد يصنع فريقاً جيداً أو فريق جيد يصنع مدرباً جيداً، كلاهما يكمل الآخر ويصنع النجاح.
كانت تلك الإجابة درساً من دروس المهنة، فقد تعلمت أن القضية أولاً هي الكفاءة، كفاءة المدرب، ومهارة اللاعب، وليست هي هذا التصنيف الذي عشناه لعقود بشأن الحكم والمدرب واللاعب.
دون ريفي سبق له أن قاد منتخب الإمارات في الفترة من عام 1977 إلى 1980، وفشل في كأس الخليج 1979، وانتقل إلى العمل مع أندية، ونجح أحياناً ولم ينجح في أحيان أخرى، لأن معايير النجاح عبارة عن سلسلة مرتبطة العناصر، تبدأ بالإدارة، واختيار اللاعبين، وإدارة النجوم، وشخصية المدرب، وتحت شخصية المدرب يمكنك أن تضع العديد من النقاط، فما هي مهاراته وخبراته، وكيف يتعامل مع اللاعبين، وكيف يسيطر عليهم داخل الملعب وخارجه، وهل فاز بحبهم واحترامهم، وهل يصدقونه، فمن مشاكل علاقة المدرب بلاعبيه في بعض الفرق أن يظن اللاعب أن رأسه محشوة ومنفوخة بكرة قدم، وليست  بحاجة إلى مدرب!