لأن السياحة هي أكثر القطاعات غير النفطية التي تسهم في اقتصاد الدولة وتبرز وجهها الحضاري والثقافي بين دول وشعوب العالم كافة، تبدأ دولة الإمارات العربية المتحدة ومن خلال هذا القطاع انطلاقتها المقبلة نحو تعزيز جاذبيتها وترسيخ صورتها المتقدمة بين الأمم. وهنا وفي هذا السياق، قال صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء، حاكم دبي، رعاه الله: «62 دولة تشارك حضوريّاً في دبي بفعاليات معرض سوق السفر العربي.. الحدث السياحي الأكبر عالميّاً منذ تفشي الجائحة. نرحب بالجميع في دبي، حيث يبدأ التعافي السياحي للعالم، وحيث نستطيع رؤية الضوء في نهاية النفق الذي مرت به البشرية خلال عام ونصف». تغريدة سموه التي تشير إلى جملة من التطورات الإيجابية، التي حدثت الأحد أول أمس، تعطي أملاً كبيراً بأن دولة الإمارات ماضية بقوة على درب التعافي من جائحة «كورونا»، التي ألقت بظلالها على القطاعات كافة عالميّاً، وخصوصاً السياحة التي كانت أكثر القطاعات معاناة بسبب تداعيات الجائحة، من جرّاء اتخاذ حكومات دول عدّة قرارات وإجراءات تتعلق بإغلاق حدودها وتقليص حرية التنقل من أجل السيطرة على الوباء.

إن احتضان إمارة دبي الأحد الـ16 من مايو الجاري معرض «سوق السفر العربي 2021» الذي يستمر لـ10 أيام، ويستقطب 1300 عارض من 62 دولة هي الأهم من حيث الوجهات السياحية في العالم، وإعلان إمارة أبوظبي في الوقت نفسه عودة النشاط السياحي فيها، بدءاً من الأول من يوليو المقبل، مع رفع قيود وإجراءات الحجر الصحي لجميع الدول، وبعد مرور نحو عام ونصف على الإجراءات الاحترازية التي اتُّخذت لمواجهة وباء «كورونا»، فإن دولة الإمارات تؤكد نجاحها القوي وتميّزها الكبير في تحقيق مستهدفات التعافي، والتغلّب على التحديات التي أفرزتها الجائحة وطالت فيها القطاعات الأكثر حساسية تجاهها، وأبرزها السياحة والنقل وغيرهما.

وفيما حصّنت ما يقرب من ثلثي سكانها إلى الآن باللقاح المضاد لفيروس كورونا المستجد، ووفّرت فحوصات الكشف عن الفيروس في الإمارات السبع بيسر وسهولة، وقدّمت خدمات رعاية صحية متميزة وخطط تمويل ودعم للاقتصاد ضخمة وفاعلة، تستعد دولة الإمارات الآن للانفتاح الكامل على العالم، بما يحقق مساعيها الرامية إلى استقبال كل مرتاديها والراغبين في العمل والاستثمار فيها، ويعيد إلى الحياة بهجتها، بعد أن وفّرت أجواء آمنة تضمن السلامة والصحة للجميع، وسرّعت وتيرة التعافي الاقتصادي الذي سيعيد تشكيل ملامح مستقبل ما بعد كورونا، ليتناسب مع متطلبات المرحلتين الراهنة والمستقبلية.

* عن نشرة «أخبار الساعة» الصادرة عن مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية.