خيمة أو مركز الفحص الواقع بالقرب من حديقة دلما في منطقة معسكر آل نهيان، يعد أحد أكبر مراكز الفحص بالمسحة لكشف فيروس كورونا في العاصمة أبوظبي. وكان الأكثر تنظيماً وسرعة مع الالتزام الكامل بالإجراءات الاحترازية، وبالذات موضوع التباعد الجسدي، مؤخراً بدأ المركز الذي يعمل على مدار الساعة يئن تحت ضغط المراجعين، وبالذات خلال ساعات النهار بسبب إتاحة الفحص المجاني لفئة العاملين في شركات القطاع الخاص. وهي خطوة جسدت حرص الدولة على توسيع خدمات الفحص في إطار جهودها الاستباقية التي تقوم بها لمحاصرة الجائحة والحد من آثارها في الطريق لتحقيق التعافي التام، جنباً إلى جنب مع التوسع في تقديم اللقاحات المضادة لكوفيد-19، والتي تقترب من حاجز الاثني عشر مليون جرعة.
أمام تلك الخيمة أو المركز باتت الطوابير الطويلة تمتد لتصل مدخل المسجد المجاور، ومع اشتداد حرارة الجو تتزايد معاناة الانتظار وعدم الالتزام بالتباعد، على مرأى من رجال «السيكيوريتي» الذين بُحَّت أصواتهم من تذكير المنتظرين بضرورة الالتزام.
المستوى نفسه من الازدحام في خيمة أو مركز الفحص من السيارة على الكورنيش، بعد الاشتراطات الجديدة للحضور المدرسي للطلاب مع استئناف الدراسة، أمس، بعد عطلة عيد الفطر المبارك، وذلك في إطار الإجراءات والتدابير التي حددتها «الأزمات والطوارئ» والتي تفاعل معها أفراد الجمهور إدراكاً لأهميتها، مع تزايد وتنامي الوعي بضرورة تعاون الجميع لإنجاح جهود الدولة، للعبور بنا بأمان لتجاوز هذه الظروف الطارئة التي تمر بها البلاد والعالم بأسره جرَّاء الجائحة. 
 الازدحام الواقع في مراكز الفحص دفع شرائح واسعة من المراجعين للتوجه للعيادات والمراكز والمستشفيات الخاصة التي أصبحت تقوم بالمهمة، مع عروض خاصة للعائلات والمجموعات الكبيرة، وبأسعار لا تزيد على بقية نقاط الفحص الرسمية المعروفة.
«صحة» مدعوة لتذكير شركائها الاستراتيجيين الذين يتولون تشغيل مراكز الفحص بضرورة تبني مبادرات ومقاربات جديدة للتعامل مع الازدحام الناجم عن الاشتراطات والمستجدات، ولعل اتباع طريقة الحجز بالمواعيد قد تكون من أجدى سبل منع التكدس والاكتظاظ في المراكز. وهذه سانحة للتعبير مجدداً عن كل التقدير والامتنان لجهود دائرة الصحة وشركة صحة وشركائها الاستراتيجيين الذين كانوا وما يزالون بمستوى الرهان المعقود عليهم، وهم يسهمون بكل فعالية واقتدار في إنجاح جهود ومبادرات الدولة تحت الإطار العام الذي حددته «الأزمات والطوارئ»، وحقق للإمارات أنموذجاً عالمياً يحتذى به في التصدي لكوفيد-19.