الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

سوق السفر العربي العودة إلى مسار الانتعاش

سوق السفر العربي العودة إلى مسار الانتعاش
16 مايو 2021 01:49

 مصطفى عبد العظيم(دبي)

ورغم التحديات التي مازالت تفرضها الجائحة على السياحة والسفر في ظل استمرار قيود السفر في كثير من البلدان، فإن الوجهات السياحية كافة في العالم حرصت على العودة من جديد إلى الترويج المباشر لمنتجاتها السياحية والتعريف بخططها للتعامل مع الواقع الذي فرضته الجائحة والإجراءات والتدابير المطبقة لديها لضمان سلامة السياح، من خلال المشاركة في سوق السفر العربي 2021، كونه الحدث العالمي الأول الذي سيجمع العاملين في القطاع من مختلف دول العالم، لاستكشاف فرص التعافي وللعمل معاً لرسم مستقبل السياحة والسفر بعد الجائحة.

فجر جديد
وينظر القائمون على تنظيم سوق السفر العربي والذي يعد واحداً من أهم المعارض الدولية الكبرى في قطاع السفر والسياحة العالمي، خاصة في دورته الحالية، باعتباره محركاً عالمياً ليس فقط لإنعاش القطاع والمساهمة في تعافيه، ولكن أيضاً في رسم خريطة استئناف تنظيم المعارض الدولية الضخمة والعودة الآمنة للمؤتمرات والأحداث المباشرة، وفقاً لمعايير وقواعد وإجراءات جديدة تضع السلامة الصحية والتدابير الاحترازية في صدارة الأولويات، وهو الأمر الذي يتجسد فعلياً في شعار المعرض «بزوغ فجر جديد للسفر والسياحة»، حيث سيتم خلال الحدث تسليط الضوء بشكل رئيس من خلال المناقشات والندوات على الوضع الراهن لقطاع السياحة والسفر في ظل جائحة كوفيد-19 ومواكبة عملية إطلاق اللقاحات وتخفيف القيود المفروضة على السفر، والأهم من ذلك كله هو التطرق إلى ما يخبئه المستقبل لهذه الصناعة.

إعادة ربط الوجهات
وتؤكد دانييل كورتيس، مديرة معرض سوق السفر العربي في الشرق الأوسط، على الدور المهم الذي سيلعبه المعرض بنسخته الهجينة، في إعادة ربط الوجهات بأسواقها المصدرة، لافتة إلى أن استضافة دبي التي تعد وجهة سياحية دولية رائدة ومركز طيران عالمي، وواحدة من أكثر المدن أماناً على مستوى العالم، تبعث برسالة أمل وتفاؤل بالتعافي والعودة إلى مسار الانتعاش، من خلال الاستفادة من الأنموذج الذي صنعته دولة الإمارات العربية المتحدة في إدارة الأزمة واحتواء الجائحة وبرنامج التطعيم والعودة التدريجية للأنشطة الاقتصادية المختلفة. وتشير كورتيس، إلى أنه إلى جانب تنظيم المعرض بشكل حضوري ووسط تدابير احترازية صارمة، كان من الضروري جداً إدراج نسخة افتراضية في أسبوع السفر العربي، لأن العديد من المتخصصين والخبراء في هذا المجال من جميع أنحاء العالم، لا يمكنهم حالياً حضور النسخة الحية من المعرض في كل عام، لاسيما في نسخة العام الجاري، نتيجة لاستمرار قيود السفر المفروضة بسبب انتشار جائحة «كورونا». وبلغت الخسائر التي تكبدها قطاع السفر والسياحة العالمي خلال العام 2020، نتيجة تداعيات جائحة كوفيد-19 نحو 4.5 تريليون دولار أميركي، وفقاً لتقرير الأثر الاقتصادي السنوي الصادر عن مجلس السفر والسياحة العالمي. 
وأشار التقرير الذي صدر خلال شهر مارس الماضي، إلى تراجع مساهمة القطاع في الناتج المحلي الإجمالي العالمي إلى 4.7 تريليون دولار في عام 2020 أو ما يعادل (5.5% من الاقتصاد العالمي)، مقارنة مع نحو 9.2 تريليون دولار أو ما يعادل (10.4% من الاقتصاد العالمي) في عام 2019، الذي شهدت فيه صناعة السياحة والسفر العالمية ازدهاراً ملحوظاً انعكست آثاره في توفير وظيفة واحدة من كل أربع وظائف جديدة حول العالم، حيث ساهم القطاع بنسبة 10.6% (334 مليون) وظيفة على مستوى العالم.
وبحسب التقرير، فقد القطاع أكثر من 62 مليون وظيفة، خلال العام الماضي، عندما انتشر الوباء في قلب السفر والسياحة، وهو ما يمثل انخفاضاً بنسبة 18.5%، ما ترك 272 مليون موظف فقط في جميع أنحاء الصناعة على مستوى العالم.
وتُقدر منظمة السياحة العالمية خسائر قطاع السياحة العالمي وحده بنحو 1.3 مليار دولار في العام 2020 جراء القيود على التنقل بسبب جائحة فيروس كورونا، وهو ما يمثل بحسب المنظمة «خسائر أكبر بـ 11 مرة من تلك المسجلة خلال الأزمة الاقتصادية العالمية في 2009».
وبحسب تقرير حديث للمنظمة، فقد تراجع تدفق السياح في العالم بنسبة 74% مقارنة مع العام 2019، ليصل إلى مليار شخص فقط، مشيرة إلى أنه خلال الأزمة المالية العالمية في 2008-2009 تراجع عدد الزوار بنسبة 4% فقط.
وتعد آسيا-المحيط الهادئ المنطقة التي شهدت أكبر تراجع لعدد السياح في 2020 (-84% خلال عام) لأنها كانت أول من تضرر بالوباء وما تزال حالياً تفرض القيود الأكثر صرامة على السفر، أما بالنسبة إلى أوروبا فالتراجع سجل 70% خلال عام، لكن القارة شهدت «أكبر تراجع من حيث الأرقام» إذ فقدت 500 مليون زائر، فيما سجلت منطقة الشرق الأوسط وأفريقيا تراجعاً بنسبة 75% والأميركتان 69%.

دبي بوابة التعافي
ويشير عصام كاظم، المدير التنفيذي لمؤسسة دبي للتسويق السياحي والتجاري «دبي للسياحة»، إلى الأهمية الاستثنائية للنسخة 28 لمعرض سوق السفر العربي كونها أول حدث عالمي فعلي في قطاع السياحة منذ بداية جائحة «كوفيد 19»، ما يجعله مهماً للعالم ولقطاع السياحة والسفر.
ويرى كاظم أن استضافة دبي للمعرض في ظل التحديات الراهنة التي يعيشها العالم بسبب الجائحة تؤكد على الدور المهم الذي تلعبه الإمارة في تعافي قطاع السياحة العالمي، لاسيما بعد أن أصبحت مثالاً ناجحاً يحتذى به مع تمكنها من الترحيب بضيوفها ضمن بيئة آمنة وبإجراءات تضمن صحتهم وسلامتهم، ليتمكنوا من الاستمتاع بتجارب مميزة، وهو دليل على أنها قادرة على تحويل التحديات إلى فرص.
وحقق القطاع السياحي في دبي منذ إعادة افتتاح الأنشطة الاقتصادية، بما فيها تشجيع السياحة الداخلية في شهر مايو 2020، وكذلك بدء المدينة باستقبال السياح من عدة وجهات عالمية في شهر يوليو الماضي، العديد من النتائج الإيجابية التي انعكست على استعادة القطاع الفندقي لنسبة كبيرة من مستويات الإشغال المرتفعة بعد تطبيق بروتوكولات خاصة للسلامة الصحية والتطبيق الصارم للتدابير الاحترازية الموصى بها من الجهات المختصة، فضلاً عن تعافٍ تدريجي لقطاع السفر والتجزئة، مستفيدة من الإجراءات الشاملة والناجحة التي اتخذتها دبي في إدارة جائحة «كوفيد- 19»، والتي نتج عنها حصول دبي على ختم «السفر الآمن» من المجلس العالمي للسفر والسياحة، وإطلاق الإمارة ختم «دبي الضمانة» الذي تمنحه للمنشآت كتأكيد لامتثالها والتزامها بتطبيق جميع إجراءات السلامة والتدابير الوقائية.

استكشاف اتجاهات السوق
وسيشكل مرة أخرى معرض سوق السفر العربي 2021 جزءاً أساسياً من أسبوع السفر العربي، الذي سيقام على مدى 10 أيام ويتم فيه انعقاد المعارض والمؤتمرات وجلسات الإفطار والجوائز وإطلاق المنتجات وفعاليات التواصل، ومن الفعاليات الأخرى التي يتضمنها أسبوع السفر العربي إلى جانب النسخة الحية من معرض سوق السفر العربي هي: منتدى أرايفال دبي الذي يجتمع فيه أبرز المتخصصين في قطاع السفر والسياحة والضيافة من جميع أنحاء العالم لاستكشاف الجيل القادم من الاتجاهات والابتكارات للأنشطة السياحية ضمن الوجهة الواحدة، وكذلك معرض تكنولوجيا السفر «ترافيل فوروورد» ومؤتمر السفر الافتراضي لرابطة سفر الأعمال العالمية لمدة نصف يوم، وقمة الاستثمار السياحي في الشرق الأوسط التي يعقدها معهد تكنولوجيا المعلومات والاتصالات، وفعاليات التواصل السريع للمؤثرين الرقميين والمنتديات المخصصة للأسواق الرئيسية للمنطقة، بما في ذلك الصين، وبالطبع النسخة الافتراضية من معرض سوق السفر العربي.

متطلبات الواقع الجديد
تسعى الوجهات السياحية المشاركة حضورياً في سوق السفر العربي إلى إعادة برمجة عروضها الترويجية لاستقطاب السياح بما يتوافق مع متطلبات الواقع الجديد الذي فرضته الجائحة على صناعة السياحة والسفر. ومن بين الوجهات العديدة المشاركة في المعرض تسعى هيئة السياحة الماليزية، من خلال مشاركتها في أول فعالية عالمية تشارك فيها منذ ظهور جائحة كورونا (كوفيد-19)، إلى استقطاب المزيد من الزوّار من منطقة الشرق الأوسط عند فتح الحدود الماليزية أمام السيّاح الدوليين.  ويرى شاهرين مختار، مدير مكتب هيئة السياحة الماليزية في دبي أنه على الرغم من التحديات الراهنة التي فرضتها الجائحة، إلا أنه من رحم الصعاب تولد الفرص، ومن هذا المنطلق جاء القرار للمشاركة في معرض سوق السفر العربي 2021 والحضور بشكل شخصي للاستفادة من الفرص المحتملة للترويج لماليزيا في السوق الدولية. 
وعلى الرغم من أن قيود السفر قلّصت عدد الجهات والشركات السياحية الماليزية المشاركة في فعالية معرض سوق السفر العربي 2021 بحضورها الشخصي، فما تزال معظم هذه الجهات محافظةً على تواجدها واهتمامها بهذا المعرض العالمي المهم بالطرق الممكنة، ويتجلى ذلك من خلال المشاركة في معرض سوق السفر العربي الافتراضي لعام 2021، حيث تشارك تحت جناح ماليزيا للسياحة».

 

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©