عدد اليوم
عمرو عبيد ( القاهرة )
أسدل الستار على سباق دوري الخليج العربي لكرة القدم، بتتويج مستحق لـ «فخر أبوظبي»، في موسم صعب جداً، لم يكن فيه الجزيرة المرشح الأول لحصد اللقب، بعدما استهل الموسم بتعادلين وفوزين وخسارة، خلال أول 5 جولات، ليتأرجح بين المراكز الخامس والعاشر، مستقراً في المرتبة السابعة مرتين، إلا أن الفريق انتفض بقوة، بعد تحقيق 6 انتصارات متتالية، لينطلق نحو المربع الذهبي، ويدخل الصراع الحقيقي، بين المركزين الأول والثاني، حتى تمكن من قبل الطاولة والقبض على الصدارة، في «الجولة 18»، ثم تمكن في النهاية من معانقة المجد والتتويج باللقب.
«فخر أبوظبي» أنهى النسخة الصعبة بأقوى هجوم، سجل 65 هدفاً، بمعدل 2.5 هدف في كل مباراة، لأن ماكينة أهدافه لم تتوقف عن الدوران، إلا في 3 مباريات فقط، خسرها أمام «الملك» و«النسور» و«العنابي»، ليحقق نجاحاً هجومياً بنسبة 88.5% من جميع المباريات، وعلى المستوى الدفاعي، احتل الجزيرة المرتبة الثانية، من حيث صلابة الدفاع، بعد «السماوي»، مستقبلاً 29 هدفاً، بمعدل 1.1 هدف في المباراة، وخرج بشباك نظيفة في 10 مباريات، بنسبة 38.5% من الإجمالي.
شارك 15 لاعباً في تسجيل وصناعة أهداف «فخر أبوظبي» في طريق التتويج، وأبرزهم بالطبع هو النجم الدولي، علي مبخوت، أفضل هدافي الدوري وأكثر اللاعبين صناعة للأهداف أيضاً، حيث شارك في تسجيل وصناعة 53.8% من إجمالي أهداف الفريق، بواقع 35 هدفاً، وهي أرقام مخيفة ورائعة، وانعكست الجماعية بصورة واضحة على حصاد الفريق، حيث سجل 60% من أهدافه عبر التمريرات الحاسمة بين اللاعبين، ونجح في بلوغ شباك منافسيه بطريقة متوازنة عبر أشواط المباريات، إذ هز الشباك بنسبة 51.5% في الأشواط الثانية، مقابل 48.5 % لأهداف الفترات الأولى، وبدا واضحاً حجم الإعداد الفني للفريق قبل انطلاق مبارياته، بدليل تسجيله أكبر عدد من الأهداف في ربع الساعة الأول، بإجمالي 15 هدفاً، تمثل نسبة 23.4%.
المعدلات المتوازنة ذاتها، ظهرت أيضاً من خلال جبهات تسجيل الأهداف الجزراوية، حيث استغل عمقه الهجومي في إحراز 31 هدفاً، مقابل 33 هدفاً من الطرفين، وكان هناك تفوق نسبي للطرف الأيمن بالمشاركة في تسجيل 19 هدفاً، مقابل 14 من اليسار، وواصل «فخر أبوظبي» تفوقه، بتسجيل 15 هدفاً من خارج منطقة الجزاء، بنسبة تقارب رُبع عدد الأهداف، وهو معدل رائع، لكن الأروع هو أنه يتصدر تلك القائمة بين جميع فرق الدوري، بفارق 3 أهداف عن «أصحاب السعادة»، وبالطبع لا يوجد أي فريق آخر سجل أهدافاً داخل منطقة الجزاء، أكثر من البطل.
صحيح أن الجزيرة لم يسجل الكثير من الأهداف عبر الرؤوس وألعاب الهواء، لكن هذا يرجع إلى طريقة وأسلوب لعب الفريق، المعتمد على ألعاب الثنائيات، و«هات وخذ»، وكذلك التمريرات البينية والقصيرة، التي أنتجت 27 هدفاً، بنسبة 42.2% من الإجمالي، ولا يعني هذا عدم التركيز على الكرات العرضية، لكن كانت الأقدام هي الأكثر حسماً أمام المرمى، مسجلاً 16 هدفاً من العرضيات، بنسبة 25%.
وعلى جميع المستويات التكتيكية، تفوق الجزيرة في تسجيل الأهداف عبر الألعاب المتحركة، وكذلك الركلات الثابتة، بواقع نسبة 70% و30% من إجمالي أهدافه، على الترتيب، كما يُعد «الفخر» أكثر الفرق تسجيلاً لأهداف الركلات الحرة المباشرة، بواقع 6 أهداف، بفضل ميلوس كوسانوفيك، بجانب تسجيل 4 أهداف من ركلات ركنية، وقام «البطل» بإحراز 40 هدفاً بهجمات سريعة الإيقاع، وهو الأفضل بالطبع بين جميع منافسيه، مقابل 24 هدفاً بهجوم منظم بعدد كبير من التمريرات.
دفاعياً، اهتز الخط الخلفي للفريق قليلاً في البداية، وكانت آخر فترات الشوط الأول، وبداية الشوط الثاني، الأكثر تأثيراً سلبياً في هذا الأمر، لكن «الفخر» نجح في تصحيح الكثير من الأمور لاحقاً، ولم تكن الأرقام الدفاعية مقلقة، بدليل استقباله 4 أهداف فقط بتسديدات بعيدة المدى، خارج منطقة الجزاء، ولم تظهر فوارق ضخمة عبر الجبهات الدفاعية، حيث تلقى 38% من الأهداف عبر العمق، مقابل 34.5% من الطرف الأيسر، و27.5% من الطرف الأيمن الدفاعي، الأفضل، ولم تهتز شباكه سوى مرتين فقط عبر ألعاب الهواء، في انعكاس واضح لقوة التنظيم الدفاعي.
6 أهداف فقط بلغت مرمى الجزيرة من الركلات الثابتة، في تأكيد آخر على صلابته الدفاعية، وعندما نجد أن نصفها جاء عبر ركلات الجزاء، والنصف الثاني من الركنيات، تبدو الأمور واضحة تماماً، ولم تشكل المرتدات العكسية للمنافسين الخطورة الفائقة، إلا في 5 مرات فقط طوال الموسم، بنسبة 17% من الإجمالي، وهو ما يعود لقوة خط الوسط وسرعة الارتداد والتعامل الناجح في الهجوم العكسي، كما إن الفريق تلقى 5 أهداف أيضاً فقط من الكرات العرضية، مقابل توغل عميق للخصوم في دفاعاته لتسجيل 8 أهداف، تمثل نسبة 27.6%، وكلها إحصائيات فنية تمنح «البطل» أحقية كاملة في هذا التتويج الرائع.
