ونحن نودع الشهر الكريم الفضيل، شهر رمضان المبارك، نحيي التفاعل الكبير مع حملة رمضان بركة وأمان، والتي أسهمت فيها «الاتحاد» بكل فعالية عبر منصاتها، لإبراز جهد مختلف الجهات والأفراد لقضاء الشهر وأداء طاعاته وطقوسه في أجواء روحانية، مع الالتزام بالإجراءات الاحترازية والتدابير الوقائية، لنكون جميعاً في أمان وصحة، فسلامة المجتمع ومن فيه أولوية قصوى وضعتها قيادتنا الرشيدة للعبور بنا فوق التحديات التي فرضها تفشي جائحة «كوفيد - 19» علينا وعلى العالم أجمع.
 كان لتلك الإجراءات وحملات التوعية التي صاحبتها، وبالأخص «رمضان بركة وأمان» خلال الشهر الكريم أثرها الواضح، مع التفاعل المجتمعي الذي أسهم بدوره في إنجاح جهود مكافحة تفشي الجائحة، وكان محوره الرئيس الاعتماد على وعي أفراد المجتمع، وبأن «الكل مسؤول عن سلامة الكل»، وساعدت الرؤية الاستباقية للقيادة الحكيمة وبالإمكانيات والموارد التي وفرتها، سواء في التوسع بإقامة مراكز الفحص والمستشفيات الميدانية وإتاحة اللقاح للجميع ومجاناً والإجراءات التي وضعتها في عدم خروج الأمور عن نطاق السيطرة، كما حدث وما زال يحدث في العديد من المجتمعات في العالم.
اليوم ونحن نستعد لاستقبال مناسبة سعيدة مباركة، عيد الفطر المبارك، نتمنى أن نواصل التزامنا جميعاً امتداداً لما شهدنا وتابعنا خلال حملة رمضان بركة وأمان، بحيث نقضي أيام العيد وكل أيامنا في فرح ومسرات وبهجة، أن نرى أنفسنا ومن نحب وكل غالٍ علينا في صحة تامة وأفضل الأحوال، وبالذات الوالدين وكبار السن «بركة الدار»، وفقاً لما تدعو إليه دائماً الهيئة الوطنية للأزمات والطوارئ والجهات والهيئات الصحية، ففرحة وبهجة العيد في سلامتنا وسلامة من حولنا.
التفاعل مع «رمضان بركة وأمان» كانت نتائجه واضحة في تراجع أعداد المخالفين الذين تم ضبطهم من قبل الجهات المختصة ولا يمثلون أعداداً كبيرة، وقد نالوا الجزاء الذي يستحقون جراء تعريض أنفسهم وغيرهم لخطر الإصابة بالمرض الذي تختلف درجة فتكه بين مصاب وآخر، فليس في الأمر أي بطولة أو قوة شخصية أو لفت الأنظار، كما فعل ذلك الشابان اللذان عوقبا بالحبس بسبب تحديهما لإجراءات العزل وخروجهما لمكان عام وهما يرتديان «إسورة التتبع». الواقعة أظهرت وجود نوعيات مستهترة لا يعيدها للصواب إلا الإجراء الرادع والحازم.
وبعد إجازة العيد ستعود مقار العمل لاستقبال موظفيها ومراجعيها، في خطوة مهمة كبيرة على طريق التعافي من الجائحة، ومع هذا علينا مواصلة الالتزام بروح «رمضان بركة وأمان»، وحفظ الله الجميع.