عدد اليوم
ما زلنا نتحدّث عن لندن الّتي عرفها بعضهم للتّسوق ولتضييع الأوقات في المقاهي. هي أكثر من ذلك بكثير. لا بدّ أن تسافر إلى لندن مع شخص يعرفها، ويعرف أسرارها. عن نفسي تعرّفت على شوارع لندن قبل أن أزورها بعشرين سنة. نعم، من خلال قراءتي لكل روايات آجاثا كرستي الّتي تدور بعض أحداثها في لندن، وتصف الشّوارع والأزقّة والطّرقات. ولكن بعد زيارتي لها تعرّفت على جانب آخر، جانب مختلف في مدينة لها تاريخ كبير. تعالوا نتعرّف على القصاصات الفريدة عنها، ونكمل ما بدأناه.
Winnie the Pooh - هل تعرف الدّب الشّهير (ويني ذا بوه)؟ للعلم استُوحي هذا الدّب الخياليّ من دبّ حقيقيّ كان يعيش في حديقة حيوان لندن، حيث قام نجل ميلن - كريستوفر روبن بتغيير اسم دمية دبّ كان يملكها إلى هذا الاسم، واشتهر كما تعرفونه الآن.
هل تصدّق بأنّ (ألبرت غونتن) وهو سائق حافلة قفز عبر فجوة اتّساعها عشرة أقدام عندما فُتِح جسر لندن؟ حيث كان يقود الحافلة رقم 87 عام 1952، ورأى الجسر يفتح، واضّطر أن يفكّر بسرعة، ويقفز عبر الفجوة بحافلته من دون أيّ إصابات. وللعلم فقد كُرِّمَ بمنحه يوماً واحداً كإجازة مدفوعة الراتب بالإضافة إلى عشر جنيهات (صراحة يستاهل).
صحيح أنّ لندن هي عاصمة المملكة المتّحدة الآن ولكنّها وخلال الحرب العالميّة الثّانية، عملت كعاصمة لستّ دول في الوقت نفسه، حيث استقرّت الحكومات الّتي شرّدها النّظام النّازي في لندن خلال الحرب العالميّة الثّانية وشمل ذلك حكومات فرنسا وبولندا وهولندا وبلجيكا والنّرويج، وبالطّبع المملكة المتّحدة.
سترى عند زيارتك لجسر ألبرت وتشيلسي لافتة تقول: «عند عبور القوّات والجنود على الجسر يجب كسر خطواتهم» صراحة قمت بالبحث عن السّبب، فوجدت أنّ الخطوات العسكريّة المنتظمة ذات التردّدات المتساوية قد تتسبّب في تحطّم الجسور المعلّقة. هل تصدّق هذا؟ لذلك وُضِعت هذه الجملة على الجسر حتّى لا يتضرّر.
لندن هي مدينة المستحيل، هل تصدّق أنّه يمكنك وضع الهرم الأكبر أو تمثال الحريّة داخل قبّة الألفية - O2 Arena أكبر هيكل من نوعه في العالم؟ وهل تصدّق أنّ مصباح الغاز الموجود في الجزء الخلفيّ من فندق سافوي هو المثال الأخير المتبقّي للمصباح الفيكتوريّ الّذي كان يعمل حتّى الخمسينيّات من القرن الماضي بشكل كبير من الميثان المتولّد من المراحيض في سافوي؟ نعم، كما قرأت هو مصباح المراحيض.
هي مدينة التّنوع والثّقافة؛ فصدّق، أو لا تصدّق أنّ هناك 300 لغة يُتَحَدَّثُ بها في لندن. كما إنّ تنوّع المتاحف في العاصمة يجعلها تُصنَّفُ ضمن المدن الثّقافيّة، حيث يوجد فيها ما يقارب من 170 متحفاً، بداية من متحف التّاريخ الطبيعي الضّخم، مروراً بمتحف السيارات، انتهاء بمتحف المروحة الصغير في غرينتش. مع تمنّياتي لكم بزيارة موفّقة وبنظرة مختلفة إلى لندن.
