مائتان وستة عشر مليون وجبة لثلاثين دولة في القارات الأربع، هي رسائل حب من دولة الإحسان إلى شعوب العالم، الذين يواجهون جائحة الفقر، وعلة العوز، وجدت الإمارات أنها تتحمل مسؤولية أخلاقية ودينية، وإنسانية تجاه هؤلاء البشر والذين هم صلصال عجينتنا البشرية، والتي صورها الله بأحسن الصور، ليكون الإنسان هو راعي الكون، كما قال الفيلسوف الألماني مارتن هايدجر.
الإمارات تقوم بدورها الإنساني مستندة إلى حكمة القائد المؤسس، والذي كان المدرسة، والمعلم في مجال العطاء والبذل واليوم قيادتنا الرشيدة تسير في نفس الطريق، وتنفذ نفس المنهج، وتتخذ من الإحسان وسيلة لدرء الخطر عن بني البشر، وإحاطة الجميع بالاحترازات الغذائية التي ترفع عن الناس أجمعين غبن الجوع، وتيه الشظف، وعذاب البحث عن لقمة عيش غير متوفرة.
في هذا الزمن، والإنسانية قد تجاوزت حدود التخلف، وحققت إنجازات عظيمة في مجال التكنولوجيا، والتقدم العلمي، ولكن في المقابل هناك الملايين من البشر من يتلحفون بملاءة الحاجة، وسقفهم مفعم بالشح، وقحل الأرض، الأمر الذي يجعل سخاء الإمارات رسالة لكن يهمه الأمر، ولمن عصى وأدبر، بأن يلتفت إلى إخوة له في الجنس البشري، وأن يجعل بعض ما عنده لمن ليس عنده غير آهة السغب، وشهقة التعب، وربقة النكب، هؤلاء بشر مثلنا وعلينا واجب أن نكون إلى جانبهم، نعضدهم، وندفع عنهم الأذى، وشر العوز، هؤلاء إن نمت أكتافهم على شبع، وكفاية، لا بد وأن يصبحوا في الغد، عناصر مساعدة في بناء مجتمع إنساني يقوم على التكاتف، والتعاون، والتضامن، وكبح جماح الأخطار التي قد تصيب أي إنسان، ولا أحد يضمن بقاءه قوياً، وإنما الضمان الحقيقي، هو الإيمان بأننا جسد واحد إذا اشتكى منه عضو تداعت له سائر الأعضاء بالسهر والحمى.
رسالة الإمارات هذه تحتاج إلى صدى مخلص من كل دول العالم الغنية، لأن اليد الواحدة بحاجة إلى أياد أخرى، ليرتفع الصوت عالياً، ويسمعه كل فقير، فترتفع معنوياته، بعد أن يسد جوعه.
الإمارات اليوم تقف في مقدمة الصفوف، وتفتح النوافذ، والأبواب لفعل الخير ليس منة على أحد، وإنما لتحقيق واجب لا يمكن التخلي عنه لأنه يحقق سمات الإمارات الأخلاقية، ويثبت مبادئها، الإنسانية.