الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الترفيه

أحمد العسم يكتب: صوت حارس المدرسة

أحمد العسم يكتب: صوت حارس المدرسة
8 مايو 2021 23:00

«الناس الذين يصنعون الموسيقى
لا يصنعون موسيقيين».....
....
صديقي محمد«ق» عازف العود الطيب
يشغلني صوته المتألم وشجنه المجروح بالوحدة، تضيق به غرفته التي تقفز إلى الشارع كلما دخل الليل وغنى لها في وحدته التي تضيق بها نفسه
صديقي محمد أعرف أن الرحيل بُعد ونهاية والصبر سبيل «نؤمن ونحتسب»
«انتهت هذه السنة
ومرت الريح التي تكسرنا
ونحن الظلال للعابرين النشطين
صوتك والشعر مكتملان»
في رحيلك علمت لِم وجهك البشوش كان مصفراً ولِمَ تحت عينيك سواد وسهر وأنت تعاين الفصول الخالية من الطلبة المفتوحة وتغلقها، كم فصلاً في المدرسة انزلق عند الحافة وأسندته بقلبك.. أعطني صبرك أضعه أمام المدرسة وصوتك آخذه معي إلى الحقيقة والبرهان.
صوتك الموسيقى التي أوقفت النشاز وكنت ضد المرح والنط في صوت الموسيقيين والمغنين والشعراء الذين لا يملكون الصمود ولا الوسيلة، من النهار الذي ينام إلى الليل المستعد للقائك أحاول النظر إلى ما تحضره قبل أن تغلق باب المدرسة وتحرسها بصوتك،
لِم هذا الصمت؟! هكذا يا صديقي تترك الشارع في رأس الخيمة دون وداع أو تحية مكسورة حتى، لِم كل هذه الأسباب الجارحة وتغادر في حيرة السؤال قطاعة ولا إجابة؟! هكذا يا محمد تترك الطير في حيرته «وشمل» يرتفع فيها منسوب الحزن
و«الوريقات» تتساقط.. عند المرور أمام باب المدرسة بحثنا عنك، وسألنا عن الراقي الذي يستمر في الغياب، والغياب حضور صنعته بروحك المبتسمة.. محمد صديقي صوتك مدرسة، عريض ومفهوم.
يا الله كم حياتنا مبتلة وبسيطة في غرفة!
هي كل أنانيتنا ونياتنا، كم حياتنا في التعبير تلاحقنا وبها نتتبع أنفسنا، كم هي الحياة ضخمة في الانتظار وضخم هو الصبر! لم نجد لأرواحنا فيها مكاناً نقرأ ونسمع اللحن إلا منك ومن خلالك نسمعك يا محمد، حنين المحبين في أصواتنا كلما أرواحنا اشتاقت وطافت.
»تختبئ الأسرار في كل طرف من المدرسة
التي حرستها بصوتك.. وكنت أميناً على راحتها.. الحريص على إخفائها
يا محمد
من بعدك «مالت» المدرسة
تغير طابور الصباح.. ومدير المدرسة
والمدرسون.. والطلاب.. وحمل الآباء الحقيبة.. ولا زال صوتك نسمعه
ليست وحيدة المدرسة وصورتك تحرسها ولا تعاني من الإضاءة، صوتك حارسها، ليس وحيداً من همس الليل في أذنه يا لطيب الإنسان!

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©