انتشار جائحة كورونا، والشلل الذي أصاب الرياضة، تسبب في تأجيل وتجميد وإعادة جدولة العديد من البطولات والأحداث الرياضية، وتقليص الموازنات في العديد من المنظمات القارية والدولية بتراجع العوائد المالية والرعايات التي كانت تفيض عن تغطية مصاريفها أحياناً لتصرف على أوجه أخرى في إعداد وتأهيل الكوادر العاملة والخطط المستقبلية.
ما أصاب العالم من جراء الجائحة، أصابنا، إضافة للتوجه العام في تقليص الموازنات الخاصة بأنديتنا في ظل الاحتراف الذي اخترناه لنواكب العالم لتغطية عوائدها لمواصلة المسيرة، التي كانت وما زالت تتلقى الدعم الكامل من الحكومة باستثناء كرة القدم التي لديها بعض العوائد لتغطية جزء وليس كل مصاريفها التي تجاوزت المليار درهم سنوياً، في ظل الأوضاع المالية العالمية بتراجع أسعار البترول والجائحة وغيرها من الآثار الجانبية التي أتت بشكل أو بآخر على موازنات الرياضة محلياً واتحادياً.
إلا أن هناك مجالات أخرى قد تعوض تراجع تلك الموازنات بتفعيل دور اتحاد الرياضة المدرسية الذي أعلن عن تشكيل مجلسه بقرار من معالي رئيس الهيئة العامة للرياضة وتحول تبعية الاتحاد من وزارة التربية والتعليم إلى الهيئة العامة للرياضة والتنسيق المرتقب بينه وبين الاتحادات الرياضية الأخرى لاكتشاف المواهب الرياضية، من خلال الرياضة المدرسية وصقلها في الاتحادات المعنية بموازنات لا ترهق كاهل الاتحادات والأندية وتعزز دورها في المحافظة على الألعاب الأخرى في أنديتنا بعد أن لاح في الأفق نية تقليصها في الأندية لتغطية مصاريف كرة القدم، في ظل الاحتراف الذي أتى على الأخضر واليابس من الموازنات من دون تحقيق الحد الأدنى من الطموح والذي دخل عامه الثالث عشر ودون تحقيق الحد الأدنى من طموح الاحتراف.
فاتحاد الرياضة المدرسية سوف يعمل في أحضان بيئته وبموازنات لا تتجاوز المرصود لها وبتعاون الاتحادات والأندية المعنية من دون مغالاة، كما قد يتغير الوضع إذا آلت اختصاصاته للأندية التي قد لا تجد فائضاً للصرف عليها وفق معطيات الاحتراف.
فاتحاد الرياضة المدرسية يعيد لنا بصيص الأمل في دعم مسيرة الألعاب المختلفة في الأندية ويعزز مسار الألعاب الأخرى بأقل التكاليف إذا ما تعاونت الاتحادات والأندية معه في تهيئة المناخ المناسب له للعمل معاً لتحقيق الأهداف المرجوة في استمرار دوران عجلة الألعاب في الأندية من دون إلغائها، وبذلك نحافظ على كياناتنا الرياضية من دون مساس.