الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الترفيه

منى مبارك: أبنائي تاج رأسي وآخر العنقود «سفيرة الابتكار»

فرحة الأسرة بالجوائز .. لا توصَف (إحسان ناجي)
4 مايو 2021 01:35

نسرين درزي (أبوظبي)

تأسيس أسرة قوامها التربية الصالحة والتوق إلى النجاح الأكاديمي والتميز في شتى المجالات، لم يكن سهلاً على منى دينار مبارك التي أصرت أن تربي أبناءها السبعة على حب العلم واختيار التخصصات التي تلبي طموحهم وتتناسب مع قدراتهم. بدأت المشوار مع ابنتها البكر منال، التي تعد أول إماراتية اختصاصية سمع وتوازن من جامعات اسكتلندا، وتابعت مع أخوانها الذين لمعوا في الهندسة والقانون وإدارة الأعمال. وتكمل رسالتها بفخر مع آخر العنقود ميرة، التي حازت وهي لا تزال في الـ 16 من عمرها لقبي «سفيرة الابتكار»، و«سفيرة الأمان»، مع باقة من الجوائز والشهادات تقديراً لتميزها في الروبوت وكتابة القصص. 
منى الفخورة بشهادات أبنائها تحدثت لـ«الاتحاد» وقالت إن دليلها في تنشئتهم على خوض التحديات وتحقيق الأحلام، يتلخص في توفير الأجواء المؤاتية للتركيز على الدراسة، وعدم الضغط عليهم، وإنما تشجيعهم ليرفعوا سقف طموحهم وليكونوا على يقين بأن لا شيء مستحيل في الحياة.  ومما ساعدها على تحقيق رؤيتها، الصورة المثالية التي أخذتها عن والدها أيام كان يعمل مع البريطانيين، ويعود ليخبرها وأخوانها أن العلم مفتاح الحياة. وهذا ما نقلته بدورها لأبنائها التي تضعهم تاجاً على رأسها، حيث عملت على تعزيز ثقتهم بأنفسهم لاتخاذ القرارات الصحيحة، والمضي بها حتى الآخر.

فصول النجاح 
وروت منى فصولاً من نجاحات أبنائها، مشيرة إلى أن بداية الرحلة كانت عندما قررت ابنتها منال السفر إلى أستراليا للتخصص في مجال السمع والتوازن كأول إماراتية في هذا المجال. 
وقالت: مع أن المقربين لم يرحبوا من قبل بالفكرة، إلا أنني ووالدها دعمناها حتى أنهت دراستها الجامعية على مدى 4 سنوات سافرت بعدها إلى اسكتلندا للحصول على الماجستير لـ3 سنوات أخرى، وهي اليوم تعمل في مستشفى دبي بالحمرية. 
وقد شكلت تجربة الأخت الكبرى دافعاً لأخوانها الذين ساروا على النهج نفسه باتباع خط التميز، حيث تخصص مساعد في هندسة الطيران، مبارك في علوم الكمبيوتر، مريم في القانون، مروة في إدارة الأعمال، مي في الهندسة الكيميائية، وميرة متعددة المواهب مع باقة من الجوائز وهي لا تزال في الصف الحادي عشر. 

شعلة نشاط
وتابعت منى حديثها بالوقوف مطولاً عند ابنتها الصغرى ميرة، واصفة إياها بشعلة نشاط في إقبالها على المجالات العلمية والأنشطة الثقافية المتنوعة التي تخرج منها دائماً بجوائز وميداليات وشهادات تقدير، بينها جائزة حمدان بن راشد آل مكتوم للأداء التعليمي المتميز لثلاث دورات، جائزة الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي لطاقات الشباب، وجائزة الشيخة لطيفة بنت محمد لإبداعات الطفولة.  وتعتبر أن اندفاع ميرة نحو أكثر من موهبة مقارنة بأخوانها، يعود إلى جيلها المنفتح على العلوم الحديثة والتكنولوجيا، إضافة إلى كونها نشأت في أسرة حاضنة وقف كل أفرادها إلى جانبها بالنصح والإرشاد لتعزيز مهاراتها. 

«سفيرة الابتكار»
ومنذ كانت في الصف الرابع تشارك ميرة في برامج مركز حمدان بن راشد للموهبة والابتكار، وفازت من ضمن فريق الروبوت بالمركز الأول في المسابقة العالمية First Lego League للعام 2019، بعد منافسة أكثر من 100 فريق من مختلف دول العالم، حيث سافرت ومثلت الدولة في ولاية تكساس بأمريكا.  وبعدها توجهت في العام نفسه إلى أيرلندا برفقة وزارة التربية والتعليم ضمن برنامج «سفراؤنا»، حيث تعرفت مع «سفراء الابتكار» من الطلبة المميزين في الدولة على خبرات جديدة في مجال الروبوت والبرمجة، على يد خبراء أجانب متخصصين في الورش التدريبية المتقدمة. ونالت بعدها لقب «سفيرة الابتكار» من وزارة التربية والتعليم، ولقب «سفيرة الأمان» من شرطة دبي.

4 قصص
وتحدثت الطالبة ميرة الحمادي (16 عاماً) عن نفسها قائلة: موهبتي الأساسية هي الروبورت، لكنني أمارس هوايات أخرى مثل الرسم والقراءة والكتابة والطهي، نلت عنها عدة شهادات تميز، إضافة إلى مشاركتي في الكثير من الدورات التدريبية للارتقاء بمهاراتي.  وذكرت أنه إلى جانب دخولها في المسابقات العلمية والمنافسات المختلفة التي تكللت معظمها بالفوز، لم تنس عملها التطوعي. وهي عضو في مجلس شورى شباب الشارقة، وشاركت في ملتقى الفنون الثاني تحت رعاية سجايا فتيات الشارقة، وألّفت 4 قصص هي: النحلة المغرورة، حافلتي، جدتي والعصا البيضاء.

الوالد الصديق
يعتبر الوالد سليمان الحمادي أن نجاح أبنائه لم يأت من فراغ، وإنما نتيجة متابعة يومية في حثهم على بناء شخصيتهم بالاعتماد على النفس وحسن اتخاذ القرار، ومن ثم صقل مهاراتهم بالثقة والعلم والاطلاع. 
وقال: تربية البنات تختلف عن الأولاد لجهة القدرة على الإقناع، ومع ذلك لا بد للأهل أن يحتضنوا أبناءهم ويكونوا لهم بمثابة الأصدقاء القادرين على استيعاب تطلعاتهم وأفكارهم، لمساعدتهم على اجتياز تحديات الحياة والوصول إلى درب الأمان. 

التفاني
وترى الابنة الكبرى منال الحمادي، أول إماراتية اختصاصية سمع وتوازن، أنها تعلمت من أهلها كيف يكون التفاني في التربية وتقديم النصائح بعيداً عن القيود. وهذا ما سوف تنقله بدورها إلى أبنائها في المستقبل، بحيث لن تقف أبداً في درب طموحهم طالما أن النتيجة ستكون لمصلحتهم. 

شغف الكتابة
وعن هواية القراءة، أشارت ميرة الحمادي إلى أنها تحرص منذ الصغر على زيارة معارض الكتاب في الدولة للحصول على أحدث القصص والالتقاء بالكتّاب، مما جعلها تتعلق بالكتابة التي تحولت مع الوقت إلى شغف يلازمها.  وقد عمدت إلى تنمية مطالعاتها من خلال حضور ورش العمل، التردد إلى مكتبة المدرسة، انتسابها إلى مكتبة الشارقة، والحصول على بطاقة مندوب مجلة ماجد حيث شاركت بقصصها في عدة مسابقات وتم نشرها في المجلات.

جوائز 
تعتبر ميرة الحمادي أنها ما كانت لتتميز، لو لم تحظ برعاية أهلها ودعمهم لها. وقد نالت عدة جوائز أهمها:
ـ جائزة حمدان بن راشد آل مكتوم للأداء التعليمي المتميز الدورة 17 و20 و23. 
ـ جائزة الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي لطاقات الشباب ـ 2020. 
ـ جائزة الشارقة للتميز التربوي الدورة 22 و26. 
ـ جائزة الشيخة لطيفة بنت محمد لإبداعات الطفولة 2017.

 

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©