الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الترفيه

«أظهرت المحدار».. الفريج الأخضر

اللون الأخضر يزين مزارع قرية دفتا وفرجانها (الصور من المصدر)
4 مايو 2021 01:22

خولة علي (دبي)

تروي شيخة الوالي النقبي، من فريج «أظهرت المحدار» في منطقة دفتا التابعة لرأس الخيمة، تفاصيل حياة الأهالي وعلاقتهم الوثيقة ببعضهم البعض، في ظروف جعلتهم أكثر قوة وتكاتفاً وتلاحماً، فقد دقوا في الصخر لينشئوا مجتمعاتهم، وشيدوا المزارع، التي منها رزقهم وطعامهم، لتتجلى في وسط الجبال واحات خضراء ممتدة، فيها من أشجار النخيل وثمار المانجو والليمون، تجري فيها الوديان من أعالي الجبال، لتشق طريقها نحو المزارع المنتشرة في أحضان قرية دفتا.

توضح شيخة الوالي: نشأنا في فريج «أظهرت المحدار»، أي الأرض المنخفضة التي تحيط بها الجبال من جميع الجهات، هذا الفريج من بين العديد من الفرجان في قرية دفتا التي تعني المنطقة الباردة في الصيف والدافئة في الشتاء، وتتميز دفتا بكثرة الوديان فيها، وأقواها هو وادي السوديه الذي ينزل مندفعاً بقوة وأكثر عرضاً، فالأهالي ينتظرون العديد من الوديان التي تجري في دفتا، لاستخدامها في تدبير كافة احتياجاتهم اليومية من ري مزارعهم والشرب والغسيل، وغيرها من الأمور، فأينما وجد الماء وجدت الحياة، ونشأت حوله القرى والمجتمعات البسيطة، التي سمعنا من أمهاتنا عنها الشيء الكثير، من خلال قلوب محبة للغير، فلا يهدأ الجار أو يذهب للنوم قبل أن يطمئن على جاره..  وأضافت: كانت الدور على بساطتها غنية بما تحمله من قيم وأخلاق تختلف عن طبيعة المجتمعات الحديثة، حيث كبرت المنازل وتباعدت القلوب، إلا أن في القرى ظلت العلاقات على ما هي عليه، من تواصل وترابط وتعاون.

مواسم
وأوضحت الوالي أن المنازل التي سكنها أهالي دفتا وفي فريج «أظهرت المحدار» تنوعت من موسم إلى آخر، فنجد بيوت الشتاء صنعت من الحجارة والطين، والتي صممت بطريقة تمنع دخول مياه الأمطار، في حين نجد أيضاً البيوت الصيفية لها إيقاعها البسيط، عندما ينتقل الأهالي للمقيظ حيث تشيد بالعريش وبالقرب من المزارع، ومجرى المياه، وفي سبعينيات القرن الماضي، أقام الأهالي البيوت بمواد حديثة كالطابوق والإسمنت، إلا أن نظام وتصميم البناء لا يزال محافظاً على الطابع العربي، بوجود الغرف والليوان ويتوسط البيت الحوش، ولكن تُرك الفريج خاوياً بعد سنوات، وظلت الدور مهجورة، من سكانها بانتقالهم إلى مناطق جديدة وفي منازل أكثر تطوراً.

وسط الجبال
وتترد الوالي على الفريج  بغية استرجاع الماضي، موضحةً: نحن إلى الفرجان القديمة التي تتوسط الجبال ومنها فريج «أظهرت المحدار» الذي لمسنا فيه بساطة أهله، وتعاضدهم مع بعضهم البعض.. ونتردد على المزارع المنتشرة في أحضان قرية دفتا، لنتناول من ثمارها كالسفرجل، الترنيج، والشمام والبطيخ والمانجو وغيرها من الفواكه والخضراوات، التي كانت أيضا تنقل إلى المناطق الساحلية كالشارقة ودبي، على ظهور الجمال والحمير.
 ومن الروايات القديمة التي سمعت عنها من الأمهات، ما حل بمزارعهم عندما تعرضت لموجة من الجراد الذي أصاب الزرع والإنسان أيضاً، وفتك بالكثير من المزارع، حتى الأطفال في مهدهم لم يسلموا من الجراد، وكانت أصعب مرحلة مرت عليهم في تلك الفترة، عندما تتضرر مزارعهم ومصدر رزقهم، وبالرغم من صعوبة الأمر عليهم وقتها، إلا أنهم استطاعوا حماية ما تبقى من مزارعهم بتكاتف أبناء الفريج والقرية كعادتهم في التصدي لأي مشكلة قد يقع فيها أحد من أفراد الفريج.

 

 

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©