عدد اليوم
الاتحاد (مصطفى أوفى) - دخل الهاتف الجوال في حياتنا بشكل كبير حتى بات يؤثر على علاقاتنا وتفاعلنا مع الناس الآخرين من حولنا.
فكثيراً ما انفصل شخص عن أصدقائه الذين يجلس معهم ليتواصل مع أصدقاء افتراضيين على هاتفه الجوال.
لكن تأثير ذلك لا يطال ذلك الشخص وحده بل يتأثر به من يجلسون معه أيضاً.
فقد كشفت دراسة جديدة أن النظر إلى هاتفك يجعل الأشخاص الآخرين القريبين منك يفعلون الشيء نفسه في أقل من دقيقة، بحسب ما نقلته صحيفة «ديلي ميل».
قام باحثون في إيطاليا بدراسة «التقليد» البشري أو ما يعرف بـ«تأثير الحرباء»، حيث يكرر الأشخاص لا شعورياً الأفعال الجسدية لإنسان آخر.
وجد الباحثون أنه من بين 184 شخصاً، كرر نصفهم عملية اللمس والنظر إلى هواتفهم بعد 30 ثانية من قيام شخص يجلس أمامهم بذلك.
يقول الخبراء، إن نسخ استخدام الهاتف الذكي مشابه لظاهرة التثاؤب المعدي المعروفة، عندما يتثاءب الفرد رداً على قيام شخص آخر بذلك.
على مر العصور، طورت الثدييات تقليد سلوك بعضها البعض لا شعورياً دون معرفة ذلك. ويعتقد أن هذه الممارسة تساعد في الترابط الجماعي.
مع ذلك، من غير المحتمل أن يكون للتحديق في الهاتف الذكي أي فوائد اجتماعية لتقوية أواصر المجموعة، لأنه نشاط انعزالي.
ويقول فريق خبراء السلوك، في جامعة «بيزا» بإيطاليا، الذي أجرى الدراسة، «تعزز النتائج، التي توصلنا إليها، فهمنا للتقليد في استخدام الهواتف الذكية على نطاق اجتماعي يومي. وتشير إلى أن المحاكاة يمكن أن تكون أساس الاستخدام الواسع لهذه الأجهزة على نطاق واسع».
وأضافوا «يمكن أن يؤدي استخدام الهواتف الذكية إلى زيادة العزلة الاجتماعية من خلال اضطراب الأنشطة الجارية في الحياة الواقعية».
شملت الدراسة 96 رجلاً و88 امرأة، لاحظ الباحثون سلوكهم جميعاً في إيطاليا بين مايو وسبتمبر من العام الماضي. كان الأشخاص، الذين لم يكونوا على دراية بأنهم يخضعون للمراقبة من أجل هذه الأغراض، أشخاصاً معروفين (أفراد العائلة والأصدقاء والمعارف وزملاء العمل) وغير معروفين للباحثين.
تمت مراقبتهم في بيئاتهم الاجتماعية الطبيعية خلال أنشطتهم اليومية، مثل العمل والمطاعم ودور السينما والصالات الرياضية وغرف الانتظار والحفلات الاجتماعية والواجبات الاجتماعية والحدائق العامة والبيئات العائلية.
وقالت مؤلفة الدراسة إليزابيتا بالاجي من جامعة «بيزا»، «يصاب معظم الناس بسلوك الهاتف المحمول للآخرين، دون أن يدركوا ذلك».
ولاحظت فيرونيكا ماجليري، وهي أحد مؤلفي الدراسة، دليلاً على أن النظر إلى الهاتف كان خارج سيطرة وعي الأشخاص تمامًا. وقالت «رأتني امرأة، كانت جالسة أمامي في غرفة انتظار، أتفقد هاتفي. وفي غضون ثوان، أخرجت هاتفها واتصلت بشخص ما وقالت: مرحباً، شعرت برغبة في الاتصال بك. لا أعرف السبب».
