الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

الذكاء الصناعي ساحة صراع أيضاً

الذكاء الصناعي ساحة صراع أيضاً
3 مايو 2021 00:29

«الذكاء الصناعي ليس شريراً، لكن لو أتت الإنسانية في طريقه، سيدمرها دون تفكير» إلون ماسك، مبتكر ومستثمر تكنولوجي أميركي

بعد السباق الذي صبغ القرن الماضي في ميادين مثل النووي والصواريخ البالستية والفضاء وغيرها، يسيطر على الساحة حالياً سباق من جهة الذكاء الصناعي. ويبدو واضحاً أن الخلافات وحتى المعارك التجارية والاقتصادية بين قوى كبرى، تساهم في تغذية السباق، الذي بدأ يأخذ شكلاً من أشكال الصراع. وهذا ليس غريباً، في عالم لا تزال الفروقات السياسية غالبة عليه، رغم الانفراج الذي ساد هذا العالم بصورة أو بأخرى في أعقاب الحرب الباردة. السائد أيضاً، أن السباق المشار إليه يتركز حالياً بين الولايات المتحدة والصين، ليضيف مزيداً من العقد إلى شبكة العلاقات بين أكبر اقتصادين في العالم. مع ضرورة الإشارة، إلى أن القنوات مفتوحة بينهما، إلا أنها خالية تقريباً من حركة المرور.
 أكبر الاستثمارات في هذا المجال المتعاظم أثره على الساحة، هي تلك التي تضخها الولايات المتحدة والصين، علماً بأن الأخيرة لها الأولوية فيما يرتبط بالموازنة التي ترصدتها لتطويره. ومع ذلك، فقد بلغ عدد الشركات الصينية التي حصلت على تمويل نقدي يتجاوز مليون دولار أو أكثر 398 شركة، مقابل 890 شركة في الاتحاد الأوروبي، و2130 شركة في الولايات المتحدة، غير أن هذا الجانب ليس مهماً كثيراً، إذا ما أخذنا في الاعتبار التمويل الحكومي الصيني في هذا الميدان، الذي يستند أساساً إلى أن الذكاء الصناعي، هو سلاح استراتيجي وطني، أي أنه توجه وطني، أكثر منه اتجاه استثماري يحاكي متطلبات المستقبل. وهذا ما يفسر مثلاً، تصدر جامعة «تسينجوا» الصينية قائمة الجامعات التي نشرت أبحاثاً في مجال الذكاء الصناعي عالمياً، في حين أتت جامعة «كارينجي ميلون» الأميركية في المركز الثاني.
 اللافت أيضاً، أنه في الوقت الذي تنشر فيه الصين استثماراتها حول العالم في غالبية القطاعات الاقتصادية، توجه بكين استثماراتها في سوق الذكاء الصناعي نحو ساحتها الداخلية، فحجم هذه السوق وصل العام الماضي إلى 10.8 مليار دولار، وعدد شركاتها المحلية بلغ 800 شركة. واستثمرت الصين في شركات التكنولوجيا الأميركية 1.9 مليار دولار فقط، أو ما يوازي 2.4% من حجم استثماراتها الإجمالية. دون أن ننسى، أن بكين تستثمر 1.1 تريليون دولار في السندات الأميركية. المرحلة المقبلة ستشهد ارتفاع حجم الاستثمارات الصينية محلياً في هذا المجال، علماً بأن بقية الدول (ولاسيما ألمانيا وفرنسا وبريطانيا إلى جانب الولايات المتحدة بالطبع)، تسير على هذا النحو. فهذا القطاع، سيكون ميداناً حقيقياً للتأثير والنفوذ على الساحة العالمية، دون أن ننسى، أن الولايات المتحدة لا تزال في موقع الريادة في هذا الميدان، ليس فقط من خلال تنامي شركاتها العملاقة المتخصصة وقوتها التمويلية الذاتية، والاستثمارات المحلية والخارجية التي تُضخ بها، بل عبر تشجيع حكومي يتعاظم بقوة في ظل إدارة الرئيس جو بايدن، الذي لم يكن أسهل في مواقفه حيال الصين، من سلفه دونالد ترمب.

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©