تستذكر دولة الإمارات في 19 رمضان من كل عام، في يوم زايد للعمل الإنساني، بصمة المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان «طيب الله ثراه»، في العطاء الإنساني لكل البشر باختلاف أعراقهم ودياناتهم وجنسيتاهم. وفي ذكرى رحيل مؤسس دولة الإمارات تحتفل الدولة بما حققته من إنجازات على صعيد العمل الإنساني، تحت شعار «حب ووفاء لزايد العطاء»، حيث يشهد هذا اليوم إطلاق المبادرات الإنسانية والخيرية، ويكتسب هذا العام في يوم زايد للعمل الإنساني أبعاداً إضافية في عام الخمسين، لنستذكر فيه إنجازات الآباء المؤسسين خلال السنوات الخمسين الماضية، لنستلهم منها مبادئ التضامن والتكافل، ونواصل مسيرة العطاء الإنساني الذي بات رسالة محبة ترسلها دولة الإمارات العربية المتحدة للعالم بأسره.
يأتي هذا اليوم في ظل استمرار جائحة فيروس كورونا للسنة الثانية مع تفاقم تبعاتها الإنسانية والاجتماعية والاقتصادية على دول العالم، في وقت تجد فيه هذه الدول نفسها في أمس الحاجة لتضافر الجهود الدولية لمواجهة تبعات الوباء على مجتمعاتها، وفي هذه الحالة تتجسد أهمية القيم التي يرسخها «يوم زايد للعمل الانساني» كيوم للعطاء الإنساني عابر الحدود في إحياء ذكرى مؤسس الإمارات ووفاء لمسيرته غير المسبوقة في العطاء. 

ومثلت جهود الإمارات في المساعدات الخارجية خلال جائحة كوفيد 19 لمواجهة الوباء نموذج عالمي بارز للنهج الإنساني ولتضافر الجهود الدولية أثناء الكوارث والجوائح العالمية. فحين تقاعست دول العالم عن الوفاء بمسؤولياتها الدولية، وحرصت الحكومات على تسخير إمكانياتها وقدراتها الوطنية لمواطنيها، وهو ما قدم نموذجاً عالمياً سيئاً عن التظافر الدولي، حيث انطلقت الإمارات على خلاف توجه غالبية الدول نحو تقديم يد العون والمساعدة لكل دول العالم، لا سيما الأكثر حاجة أو عرضة للوباء بكل إمكانياتها والالتزام بمبدأ المسؤولية الجماعية في تقديم يد العون والمساعدة لصالح البشرية.
يتواصل عطاء دولة الإمارات، حيث تصدرت الدولة نظيراتها على الصعيد العالمي في مواجهة جائحة كورونا بتقديم أروع صور ونماذج العطاء الإنساني السامي، مسخرة في سبيل ذلك جميع الإمكانيات والقدرات الوطنية التي تمتلكها، وهو الأمر الذي يأتي في ظل حرص وتوجيهات قادة الإمارات الذين طالبوا جميع أجهزة ومؤسسات الدولة لتقديم كل العون والمساعدة لكل المحتاجين، حيث قدمت دولة الإمارات، حتى نهاية عام 2020 أكثر من 1685 طناً من المساعدات الطبية لأكثر من 121 دولة، استفاد منها نحو 1.6 مليون من العاملين في المجال الطبي. وفي عام 2021 تنوي دولة الإمارات زيادة جهودها في مجال الإغاثة الإنسانية في السنوات المقبلة لمساعدة جميع شعوب العالم، حيث التزمت بتخصيص ما لا يقل عن 15% من إجمالي مساعداتها الخارجية للأغراض الإنسانية، ما يجعلها واحدة من أكثر المانحين تفانياً في مجال الإغاثة الإنسانية.
17 عاماً مرّت على رحيل المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان «طيب الله ثراه» يتواصل فيها العطاء الإماراتي كإرث إنساني خالد. وفي هذه الظروف الاستثنائية الدولية، ومن خلال استجابة دولة الإمارات لاختبار جائحة فيروس كورونا، تأكدت وتعززت ريادة الإمارات في مجال العمل الخيري والإنساني على مستوى العالم، وليصبح «يوم زايد للعمل الإنساني» بصمة إماراتية مضيئة في تأصيل العمل الخيري والإنساني، وتعزيز قيم العطاء والتسامح، لتبقى دولة الإمارات منارة للخير والعطاء الإنساني.