إنقاذ الهند

جلوبال تايمز
تحت عنوان «انعطافة أميركية في مساعدة الهند وتساؤلات حول الدوافع»، خصصت «تشن تشينغتشينغ» و«ليو شين» الصحفيتان الصينيتان، مقالهما في «جلوبال تايمز» أمس، لرصد استجابة واشنطن لمعاناة الهند الراهنة مع وباء كوفيد-19، لتصلا إلى استنتاج مفاده أن الهند شريك مهم لاستراتيجية واشنطن في المحيطين الهندي والهادئ، وتحت ضغط هائل، تفاعلت الولايات المتحدة بإيجابية مع أزمة الهند، وتعهدت بتقديم مساعدات طبية مثل المواد الخام للقاحات ومكثفات الأكسجين. هذا التحول في الموقف- حسب المقال- مدفوع إلى حد كبير بالمصالح الجيوسياسية، بالإضافة إلى المخاوف الفعلية للدول بشأن أزمة الوباء، لكن في الوقت نفسه، يعرض كيف فشل هذا التحالف السياسي المزعوم في معالجة مخاوف الهند الرئيسية.المقال أشار إلى أن الولايات المتحدة تعهدت بشحن الإمدادات الطبية إلى الهند في الأيام المقبلة، وثمة تقارير تقول إن الخطوط الجوية الهندية تخطط لنقل حوالي 600 وحدة لتكثيف الأكسجين في اليومين المقبلين. يواجه نظام الصحة العامة في الهند الانهيار كما وصفته وسائل الإعلام المحلية، حيث تستمر المستشفيات المختلفة في جميع أنحاء البلاد في مواجهة نقص حاد في الأكسجين.

ونوّه المقال إلى أن إدارة بايدن رفعت جزئياً فقط حظر تصدير المواد الخام لإنتاج اللقاحات، ومع ذلك، لا تزال الهند غير قادرة على إنتاج اللقاحات التي تحتاجها. ونظراً للوضع الخطير وأعداد العدوى المتزايدة، فإن اللقاحات لن توقف الوباء على الفور، حيث يستغرق إنتاج الأجسام المضادة فترة من الوقت.
المشكلة تكمن في أن إجمالي عدد التطعيمات في الهند أقل بقليل من الولايات المتحدة والصين، ومع ذلك، نظراً لوجود عدد كبير من السكان، فإن معدل التطعيم بجرعة واحدة هو 8 بالمائة، وهو لا يزال منخفضاً نسبياً ولا يمكنه إيقاف انتشار الفيروس إلى المزيد أماكن.
اقترح الخبراء أن الهند يجب أن تتخذ إجراءات إغلاق صارمة لإبطاء العدوى وعزل المرضى وزيادة الطاقم الطبي والمعدات لتعزيز قدرة الرعاية الطبية. كما ينبغي عليها أن تلجأ إلى منظمة الصحة العالمية أو الولايات المتحدة أو الصين أو الآسيان للحصول على المساعدة.

تحالف قوي

«جابان تايمز»
تحت عنوان «التحالف الياباني- الأميركي لا يزال قوياً، لكن التحديات تنتظره»، استنتجت «جابان تايمز» في افتتاحيتها أمس أنه بالنظر إلى التطورات الأخيرة، من الواضح أن هناك ما يوحّد اليابان وحليفتها أكثر بكثير مما يفرق بينهما. الصحيفة دعت طوكيو وواشنطن إلى حل العديد من قضايا التحالف: استبدال نظام الدفاع الصاروخي «إيجيس آشور»، الذي تم إلغاؤه العام الماضي، التكلفة المتضخمة لتحديث الطائرات المقاتلة من طراز F15، اتفاق دعم طويل الأجل حول إعادة تمركز القوات الأميركية في جزيرة أوكيناوا، وتزايد القلق الياباني بشأن التحولات في العقيدة النووية الأميركية الرامية للدفاع عن اليابان.
بينما أكدت التصريحات الأخيرة على استعداد الولايات المتحدة لاستخدام جميع قدراتها، بما في ذلك الأسلحة النووية، للدفاع عن اليابان، فإن إدارة بايدن تناقش سياسة الدعم النووي الأميركي لليابان، وتدرس الآن ما يسمى بـ«سياسة عقيدة الغرض الوحيد»، التي يمكن أن تحد من فعالية الردع النووي الأميركي لحماية اليابان، وتأمل الصحيفة أن تتشاور حكومتا البلدين لتقييم معنى وأهمية وتأثير أي تحول من هذا القبيل. 

مصير الأستراليين

«سيدني مورنينج هيرالد»
في مقاله المنشور، أول أمس، بـ«سيدني مورنينج هيرالد» الأسترالية، وتحت عنوان «أستراليا والتدخل لمساعدة الهند»، طالب «جون مكارثي»، كبير مستشاري مؤسسة Asialink التمويلية، وعضو مجلس إدارة المعهد الأسترالي الهندي، بأن تكون استجابة أستراليا للهند سخية. الكاتب الذي شغل منصب المفوض السامي لأستراليا في الهند من 2004 إلى 2009، يقول: «نحن مدينون بالهند ليس فقط لأسباب استراتيجية ولكن لأنه الشيء الصحيح الذي يجب القيام به في أي أزمة إنسانية». وبالإضافة إلى تقديم المساعدة المادية، تحتاج الحكومة الأسترالية إلى النظر في مصير 8000 مواطن أسترالي تقطعت بهم السبل في الهند. بدلاً من النظر في تقليص رحلات الإجلاء، يجب أن نساعد هؤلاء الأشخاص على العودة إلى ديارهم.
وحسب الكاتب: من المفهوم أننا بحاجة إلى الحفاظ على سلامة الأستراليين، ولكن في الظروف الحالية يشمل ذلك إعادة المواطنين الذين تقطعت بهم السبل إلى أوطانهم، ويمكن السماح للطائرات التي تحمل إمدادات الإغاثة، بأن تعيد الأستراليين إلى بلادهم بدلاً من عودتها فارغة في رحلات العودة. وفي النهاية- يستنتج الكاتب- سيُظهر ما نفعله في الهند ما إذا كان ميلنا كدولة هو (أستراليا أولاً) أم أكثر من ذلك.

إعداد: طه حسيب