الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

مبادرة «الراعي» الأمل الأخير لإنقاذ لبنان

مبادرة «الراعي» الأمل الأخير لإنقاذ لبنان
23 ابريل 2021 01:19

دينا محمود (لندن)

بعد أكثر من مئة عام على تأسيس لبنان، وقرابة 80 عاماً على استقلاله، دخل هذا البلد مرحلة الانهيار الفعلي، إثر أزمته الاقتصادية غير المسبوقة التي أفرزت تبعات سياسية واجتماعية واسعة، وخرجت تقريباً عن نطاق السيطرة، خلال الشهور القليلة الماضية.
ويزيد من عمق المأزق الراهن في لبنان، بحسب محللين غربيين، فشل الانتفاضة الشعبية التي اندلعت في أراضيه في أكتوبر 2019، في إنهاء هيمنة الطبقة الحاكمة على السلطة، وعلى رأس مكوناتها ميليشيات «حزب الله» الإرهابية، التي تُشكِّل منذ عقود وبقوة السلاح، «دولة داخل الدولة»، تمسك بزمام الأمور في مختلف المؤسسات الرسمية اللبنانية.
وشدد المحللون في تصريحات لمجلة «فورين بوليسي» الأميركية، على أن الوضع الكارثي الحالي في لبنان، يستدعي تفعيل الدعوة التي أطلقها البطريرك الماروني الكاردينال بشارة بطرس الراعي أواخر فبراير الماضي، لإعلان حياد البلاد، ونزع سلاح «حزب الله»، باعتبار أن ذلك يشكل «مفتاح إنقاذ البلاد».
وأشار المحللون إلى أنه على الرغم من أن الراعي يتجنب انتقاد «حزب الله» بشكل مباشر، فإن تصريحاته التي أكد فيها أنه «لا توجد دولتان أو عدة دول على أرض واحدة، ولا جيوش في دولة واحدة، ولا شعوب في وطن واحد»، تشكل تحدياً واضحاً لهذه الميليشيا الإرهابية.
وبدت لهجة البطريرك الماروني في هذا الشأن لافتة، في ضوء أنها عبرت عن المطالب التي رفعها المشاركون في انتفاضة 2019 التي لم يُكتب لها النجاح، وجاءت في الوقت نفسه، من جانب شخصية تحظى بدعم الكثير من القوى السياسية التقليدية في لبنان.
ونقلت «فورين بوليسي» عن مقربين من الراعي قولهم، إنه يسعى جاهداً لتنفيذ قرار مجلس الأمن الدولي رقم 1559، الذي صدر عام 2004، ويدعو إلى نزع سلاح جميع الميليشيات داخل لبنان، وهو ما ينطبق الآن بشكل حصري، على «حزب الله»، الميليشيا الوحيدة المتبقية في البلاد.
ويرفض الكاردينال الماروني هيمنة هذه الميليشيا الإرهابية على مؤسسات الحكم في لبنان، مما قاد إلى تفاقم الأزمة الاقتصادية، التي أسقطت نصف السكان تقريباً تحت خط الفقر، وذلك في ظل فراغ حكومي مستمر منذ أكثر من 8 أشهر، أدى إلى غياب أي إصلاحات حقيقية، أو حتى إمكانية التفاوض مع كبريات المؤسسات المالية الدولية، على وضع خطة إنقاذ.
وشكَلَّ الانفجار الهائل الذي ضرب مرفأ بيروت في مطلع أغسطس الماضي، مؤشراً على أن لبنان ربما بات في طريقه إلى الانزلاق صوب حالة من الفوضى والدمار، لم يشهدها منذ فترة الحرب الأهلية التي دارت هناك بين عاميْ 1975 و1990، ما دفع البطريرك الراعي، إلى الاضطلاع بدور أكثر فعالية، على صعيد محاولات وقف التدهور المتسارع للأوضاع في بلاده، من خلال التعبير عن الغضب الشعبي من جهة، والتوسط بين أركان النخبة السياسية المنقسمة على نفسها من جهة أخرى.
واعتبر المحللون الغربيون أن الدور الذي يلعبه الراعي، خاصة في محاولة تسوية الخلاف القائم حالياً بين الرئيس ميشال عون ورئيس الوزراء المكلف سعد الحريري، يمثل محاولة لـ «إعادة التوازن السياسي إلى لبنان، على أساس اتفاق الطائف، الذي أنهى الحرب الأهلية»، وذلك بعيداً عن هيمنة «حزب الله».

 

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©