الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
التعليم والمعرفة

شارع المعز.. متحف مفتوح للآثار الإسلامية

شارع المعز.. متحف مفتوح للآثار الإسلامية
23 ابريل 2021 00:33

أحمد مراد (القاهرة)

يعد شارع المعز، أقدم شوارع القاهرة الفاطمية، وأكبر متحف مفتوح للآثار الإسلامية، ومركز للإبداع والفنون التراثية، ومنارة حضارية تزداد سحراً وجمالاً كلما هل هلال رمضان. 
ويعود تاريخ إنشاء شارع المعز إلى أكثر من 1000عام، وبالتحديد إلى العام 969 ميلادية، ويُنسب إلى الخليفة، المعز لدين الله الفاطمي، الذي أمر قائد قواته، جوهر الصقلي، بإنشاء سوق تجاري شاملة، ومع مرور الوقت تحول الشارع إلى أشهر أسواق العالم في ذلك الوقت، وأصبح محور الحياة المصرية في العصر الفاطمي.
عُرف شارع المعز قديما باسم «الشارع الأعظم»، وفي مرحلة تاريخية لاحقة عُرف باسم «قصبة القاهرة»، حيث كان يقسم مدينة القاهرة إلى قسمين متساويين، وكان هو يمثل المركز السياسي والتجاري والروحي للقاهرة الفاطمية. 
صُمم الشارع بشكل متعرج حتى لا يشعر الزوار بحرارة الشمس، وقد وضع نظام متكامل ومنضبط لحركة التجار وزوار الشارع، حيث كان هناك أبواب محددة لدخول الباعة، ومواعيد محددة للدخول، ونظام معروف للسير.
يشمل شارع المعز مساحة جغرافية واسعة، تمتد من باب الفتوح، وحتى باب زويلة، ويمر بمناطق عدة مثل منطقة النحاسين، وخان الخليلي، ومنطقة الصاغة، ويقطعه شارعي جوهر القائد والأزهر، مروراً بمنطقة الغورية والفحامين وزقاق المدق والسكرية.
وقديماً كان باب الفتوح الذي يعد المدخل الرئيس لشارع المعز مخصصا لخروج الجيوش الإسلامية في عهد الفاطميين للفتوحات والمعارك الحربية، وعند العودة إلى القاهرة يدخلون من باب النصر.
في عهد دولة المماليك، ومع هجوم التتار على المشرق الإسلامي، نزح آلاف المسلمين إلى مصر، وسكنوا بالقرب من شارع المعز الذي انتشرت فيه المنشآت الدينية والتعليمية والطبية والتجارية والسكنية، وتجمعت حوله الأنشطة الاقتصادية.
عُرف شارع المعز بأنه أكبر متحف مفتوح للآثار الإسلامية في العالم نظراً لوجود عدد كبير من الآثار الإسلامية على جانبيه، حيث يضم 29 أثراً من مساجد ومدارس وأسبلة وكتاتيب وقصور، ووكالتين‏،‏ وثلاث زوايا‏،‏ وبوابتين،‏ وحمامين‏، وغيرها من الأبنية الأثرية التي لا تزال تحتفظ برونقها الحضاري والمعماري.
وترجع آثار وأبنية شارع المعز لعصور إسلامية مختلفة مثل العصر الفاطمي، والعصر الأيوبي، والعصر المملوكي، والعصر الشركسي، والعصر العثماني، وعهد محمد علي باشا، ومنها ضريح سيدي الذوق، ومسجد الحاكم بأمر الله، وزاوية أبو الخير الكليباتي، ومسجد وسبيل وكتاب سليمان آغا السلحدار، ومنزل مصطفى جعفر السلحدار، وجامع الأقمر، سبيل وكتاب عبد الرحمن كنخدا، وقصر الأمير بشتاك، وحمام إينال، والمدرسة الكاملية، وسبيل محمد على، ومسجد ومدرسة الظاهر برقوق، ومدرسة وقبة نجم الدين أيوب، وسبيل خسرو باشا، وسبيل وكتاب الشيخ المطهر، ومسجد ومدرسة الأشرف برسباى، جامع المؤيد.
ويعد جامع «الحاكم بأمر الله» أبرز معالم شارع المعز، وهو يشبه في تصميمه جامع عمرو بن العاص، وإلى جانب كونه جامعاً للصلاة فهو مزار سياحي يقصد مئات الآلاف من الزوار المصريين والعرب والأجانب.
أما مسجد الأقمر، فقد تأسس في عهد الخليفة الفاطمي، الحاكم بأمر الله أبي منصور، ويتميز بتصميمه الفريد، حيث يوصف بأنه أول جامع في القاهرة يُصمم بتصميم هندسي خاص، وتعود تسميته إلى لون حجارته البيضاء التي تشبه لون القمر.

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©