الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

«حزب الله» يهدد لبنان بسيناريو 1975 الدموي

«حزب الله» يهدد لبنان بسيناريو 1975 الدموي
22 ابريل 2021 00:13

دينا محمود (لندن) 

لا شيء يمكن أن يعفي ميليشيات «حزب الله» الإرهابية وحلفاؤها في لبنان من المسؤولية عن أي تجدد للاقتتال في هذا البلد، الذي أحيا قبل أقل من أسبوعين، الذكرى السادسة والأربعين للحرب الأهلية، خلال الربع الأخير من القرن الماضي، واستمرت لنحو 15 عاما.
فحتى وإن كانت احتمالات نشوب صراع مسلح شامل على نطاق مماثل لما حدث عام 1975، لا تزال منخفضة، فالحروب الأهلية لا تكرر نفسها عادة، كما قال محللون غربيون، أشاروا في الوقت نفسه إلى أن الأوضاع الراهنة على الساحة الداخلية اللبنانية، تشكل «وصفة جاهزة»، لاندلاع الاقتتال هناك.
ولا ينفي ذلك أن أي مواجهة مسلحة محتملة مماثلة للحرب الأهلية التي تواصلت في لبنان، حتى مطلع تسعينيات القرن الماضي، قد تكون ذات سمات مختلفة عما حدث في السابق، وذلك في ضوء أن الظروف المستجدة، تُولّد دائما أشكالا جديدة من الصراع.
وتهدد نُذر تجدد الاقتتال الأهلي الجيش اللبناني، الذي حافظ على حياده حتى الآن، بأن ينقسم على أسس طائفية، وألا يحتفظ بولائه لقياداته، وهو ما «قد يصب في صالح حزب الله باعتباره الميليشيا المسلحة الأقوى في البلاد»، التي تحتفظ بترسانة ضخمة من الأسلحة والصواريخ، تُخزّن جانباً كبيراً منها، في المناطق السكنية، وبالقرب من المنشآت الحيوية، مثل المدارس والمستشفيات.
وفي تصريحات نشرها موقع «ميدل إيست آي» الإلكتروني، أكد المحللون الغربيون أن الأجواء المتأزمة حالياً في لبنان، جعلت إحياء ذكرى اندلاع الحرب الأهلية هذا العام يتسم بتوتر متزايد، في ظل الانهيار الاقتصادي غير المسبوق، وحالة الشلل السياسي الناجمة عن عدم القدرة على تشكيل حكومة جديدة، منذ الاستقالة التي قدمتها حكومة حسان دياب، بعد أيام من الانفجار الكارثي، الذي ضرب مرفأ بيروت مطلع أغسطس الماضي.
وأدى تسارع وتيرة تردي الوضعيْن السياسي والاقتصادي، إلى أن يبلغ الصراع الاجتماعي أعلى مستوياته على الإطلاق منذ عقود طويلة في لبنان، لا سيما بعدما بات من المألوف، اندلاع شجارات عنيفة بين اللبنانيين، وبعضهم بعضا، في المتاجر ومحطات الوقود، وغيرها.
ومن شأن تفاقم الأزمات الحالية وتواصل عدم القدرة على الحصول على دعم سياسي أو مساعدات اقتصادية من قوى كبرى أو مؤسسات مالية دولية، تصعيد احتمالات تحول التوتر المكتوم حالياً في لبنان، إلى أعمال عنف قد تكون واسعة النطاق، وهو ما يحدو بالكثيرين في بيروت للشعور بأن «حرباً ما» باتت في الطريق، خاصة في ضوء الأوضاع الجيوسياسية المعقدة في منطقة الشرق الأوسط بأسرها.
وشدد المحللون على أنه قد يكون لهذه العوامل الخارجية، الدور الأكبر في إشعال شرارة أي اقتتال أهلي في لبنان، فوجود أوضاع إقليمية ودولية مواتية لاندلاع الحرب، سيؤدي إلى أن يقود عدم الاستقرار السياسي المستمر منذ أمد طويل وتفاقم حدة الفقر في لبنان، إلى توفير بيئة خصبة لوقوع مواجهات عنيفة على الأرض.
واعتبر المحللون الغربيون أن الكثير من القوى الإقليمية والدولية، لا تعبأ بإصلاح النظام السياسي أو الاقتصادي في لبنان، إلا بقدر تأثير ذلك على مصالح هذه الدول.
وخَلُصَ المحللون للقول إنه سواء «اندلعت حرب أهلية جديدة أو لم يحدث ذلك، سيؤدي الفشل في حل الأزمات الحالية على الساحة اللبنانية، إلى تصعيد أشكال العنف، بدءا من تزايد معدلات ارتكاب الجرائم العادية، وصولاً إلى تشكيل عصابات مافيا منظمة.

 

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©