ذكرت هيئة أبوظبي الرقمية في مقطع توعوي بثته صحيفتنا «الاتحاد» على منصاتها الرقمية، نقلاً عن تقرير لشركة «نورثون» المتخصصة في العام 2019، أن 54% من الأشخاص في الإمارات تعرضوا لجريمة من الجرائم السيبرانية التي يشهدها العالم.
 قبل الخوض في دلالات الرقم، نحيي جهود الهيئة المكلفة بقيادة مسيرة التحول الرقمي في حكومة أبوظبي، وهي تطلق المبادرات تلو الأخرى لتسهيل الخدمات الحكومية، وإتاحتها عبر التطبيقات والهواتف الذكية، بما يحقق استراتيجيات الإمارة بهذا الشأن. ولعل أحدثها الشهر الماضي عندما أطلقت الهيئة وأكاديمية أبوظبي الحكومية، بالتعاون مع أكاديمية سوق أبوظبي العالمي، برنامج أبوظبي الرقمي الذي يهدف إلى «تزويد موظفي حكومة أبوظبي بالمهارات الرقمية، التي ستسهم في تعزيز عملية التحول الرقمي لحكومة أبوظبي والاقتصاد، بما يعزز مكانة الإمارة كأحد رواد القطاع الرقمي الحديث، وبصفتها مركزاً متطوراً للأعمال».
كما تعد المنصة الرقمية الموحدة إحدى ثمار الهيئة على طريق الوصول لإسعاد المتعاملين، وتسهيل إنجاز تعاملاتهم من خلال منصة واحدة.
أما النسبة التي جاء ذكرها في ذلك المقطع التوعوي، فهي بلا شك مرتفعة أي أن شريحة واسعة من السكان قد تعرضت بصورة أو أخرى لجريمة من الجرائم السيبرانية، وهي جرائم تتراوح ما بين سرقة الأموال أو البيانات أو جمع المعلومات بغرض استخدامها في جريمة أخرى.
 وقد كانت دولة الإمارات في مقدمة دول العالم التي استعدت مبكراً لمواجهة هذه النوعية من الجرائم بتأسيس مجلس الأمن السيبراني والهيئة الوطنية للأمن السيبراني، وما تبعها من إطلاق الاستراتيجية الوطنية للأمن السيبراني.
 النسبة المذكورة وإن كانت من تقرير أنجزته شركة متخصصة العام الماضي يظل مدعاة للقلق، خاصة وأن الأفراد وكذلك المؤسسات في المجتمع هدف للقراصنة السيبرانيين لاعتبارات عدة، في مقدمتها الحالة الاقتصادية المزدهرة والمستوى المعيشي المرتفع والقدرات المالية المتاحة.
كما أن الأمر أبعد من مجرد «جرائم إلكترونية»، تتعلق بالسرقات الإلكترونية للبنوك والاحتيال والنصب على عملاء المصارف، ليمتد إلى «الإرهاب الإلكتروني»، الذي يشمل بدوره التمويل والدعم المادي ونشر التطرف والفكر الضال، والتجنيد عبر الدردشة الإلكترونية، واللعب مع المراهقين والشباب للتعرف على نقاط ضعفهم والسيطرة عليهم، وتوجيههم بعد ذلك لتنفيذ أجندات الإرهابيين. ويمتد كذلك إلى «الحروب الإلكترونية» وإعداد «المحاربين السيبرانيين والمنصات المسلحة سيبرانياً والتجسس السيبراني والهجوم والاختراق والحروب النفسية».
خفض تلك النسبة وتحقيق وتعزيز الأمن السيبراني مسؤوليتنا جميعاً مع كل التقدير لجنودنا الرقميين.