بالأمس كنا على موعد مع لقاء فكري وعلمي يتجدد، لقاء غدا طقساً من طقوس عاصمتنا الحبيبة، ونحن نلتقي مع باكورة نشاط الموسم الرمضاني للمجلس العامر لصاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة.
لقاء جميل متجدد يحمل كل متع الفكر واجتهادات العلم وألق الابتكارات التي تحمل جديداً للإنسانية التواقة لحياة أفضل وأسعد للأمم والشعوب، وحقها جميعاً في حياة كريمة دون تمييز.
ينطلق المجلس، عن بُعد، مع ثاني موسم له في ظل جائحة «كورونا» التي شلت الحياة في مناطق عدة من العالم، ولكنها لم تثنِ أصحاب العزوم القوية والرؤية الثاقبة من مواصلة الحياة ودورتها، بعد اتخاذ كل التدابير الاستباقية والإجراءات الاحترازية على طريق التعافي الكامل للإمارات من تداعيات الجائحة قريباً، بفضل الله، وتوجيهات الرجل الذي طمأننا؛ أن «لا تشلون هم».
 أول محاضرة في نشاط المجلس الذي أصبح منارة للعلم والفكر كانت بعنوان «الأخوة الإنسانية والتسامح: رسالة الأديان»، تحدث فيها معالي العلامة عبدالله بن بيه رئيس مجلس الإمارات للإفتاء، والحاخام الدكتور إيلي العبادي كبير الحاخامات في المجلس اليهودي الإماراتي، والأسقف بول هندر النائب الرسولي لجنوب الجزيرة العربية.
اختيار المجلس الذي تتواصل فعالياته على مدار العام لهذا العنوان يؤكد مستوى الرعاية والاهتمام الذي توليه القيادة الرشيدة لموضوع الأخوة الإنسانية والتسامح وحسن التعايش بين البشر، كونه إرث المؤسس الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، والذي جعلت منه الإمارات منهاج عمل، باعتباره مفتاحاً للأمن والاستقرار وتحقيق التنمية والازدهار للمجتمعات كافة، ومن هذا المنطلق حرصت الإمارات على نشر رسالة التسامح التي تقطع الطريق على خطابات الكراهية والتطرف وإقصاء الآخر، والتي تتبناها الأيدلوجيات المتطرفة، وهي تتسربل بالدين وتتاجر بشعاراته، فكل الأديان السماوية تقوم على المحبة والتسامح، وتنفرد دولة الإمارات بين دول العالم بكونها أول من ضمنت فريقها الحكومي وزارة للتسامح والتعايش.
 وقد مهد هذا النهج السامي لتكون أبوظبي عاصمة للتسامح ومسقط رأس «وثيقة الأخوة الإنسانية» التي وقعها فضيلة الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر، والبابا فرنسيس بابا الكنيسة الكاثوليكية، خلال زيارته التاريخية للإمارات في أول زيارة بابوية للجزيرة العربية والخليج، واتخذتها الأمم المتحدة يوماً عالمياً للأخوة الإنسانية، في لفتة تقدير دولية لنهج بلاد «زايد الخير». حفظ الله الإمارات منارة للتسامح، وعنواناً للأخوة الإنسانية.