عندما تشاهد فتى إماراتياً يحمل حقيبة العطاء على ظهره، ويمضي في دروب العالم يجود بوقته، وجهده، من أجل إضاءة قلوب الآخرين بالفرح، بما يقدمه من زاد مسافر للذين يشقون في مسالك الحياة بحثاً عن قمحة العيش الكريم، تشعر بالفخر، ويملؤك الاعتزاز ببلد تنجب أمثال هؤلاء الرجال الذين يتتبعون خُطى القائد المؤسس، ويسيرون على نهج القادة العظام الذين لا يألون جهداً في مد يد العون والمساندة لكل من أصيبت أرض حياتهم باليباب، وكل من تقاعست الظروف في منحهم بلل الحياة السعيدة، وكل من سغبت عيونهم وهم ينتظرون السحابة بأن تمطرهم بخير السماوات والأرض.
قلبك يطمئن وأنت تتابع خطوات شاب من شباب هذا الوطن وهو يرسم الصورة المثالية لإنسان الإمارات الذي نشأ على العطاء، وتربى على الإحساس بما تكابده قلوب في أصقاع العالم، ومن دون تصنيف، أو تصفيف، تسير الخطوات سهلة، طيعة لدنة، لينة نحو غايات هي من أنبل الأهداف الإنسانية، فعندما تلمح الابتسامة الشفيفة على وجنتي معوز وهو يتلقى ظرف العطاء، تشعر باتساع الأفق، وتلمس الوريقات الرقيقة تنبت تحت جفنيك، فرحاً، وطرباً بهذا السلوك الاستثنائي، وهذه النجابة الخلقية التي تترعرع بين إخفاق إنسان يحمل الهوية الإماراتية والهوى الإنساني، باحثاً عن عينين دامعتين كي يخفف بللهما، ويطفئ لوعتهما، ويجفف عرقهما، ويحتضن لواعجهما، ويطوق خصرهما بذراعين دافئتين، شريفتين، وبنخوة الأفذاذ، يكفكف مدرار ما تنضحه العيون وهي تمسك بيدين مرتعشتين وريقات فيها يكمن الأمل، وعلى صفحاتها يسكن التفاؤل، بشروق يوم جديد زاه، ومزدهر، بمفاتيح حياة جديدة تمسح غبار الأيام، وتزيح عن الكواهل معاناة زمن، وركام تعب، وزكام حرقات أشعلتها نيران الفاقة، والعوز، وشح الظروف.
أقول وكل من يرى هذا المشهد، يقول «قلبي اطمأن» لأن عطاء الإمارات، مطر الكون، وشبابها عشب الحياة، ورؤيتها شجرة الخلد التي لا يكل أثمارها، ولا يمل، لأنها نابعة من سياسية عامرة بالشفافية، وعفوية التعاطي مع الآخر، إيماناً من القيادة بأننا والآخر نعيش تحت سقف خيمة واحدة، وما ينفع الآخر، هو رصيد لنا جميعاً، وما يسيء إليه هو ضالة نحن نتحاشاها ونبني جهودنا على إعلاء شأننا، كما هو رفع شأن الآخرين.