لفتة حضارية راقية تلك التي قامت معها هيئة الطرق والمواصلات في دبي باستبدال كلمة «تاكسي» بأسماء سائقي مركبات الأجرة التي يقودونها تقديراً وتكريماً لهم، وقد اعتبرتهم «الأبطال الموجودين معنا في كل رحلة، والأبطال الذين أبقوا دبي تتحرك في أصعب الأوقات، والأبطال الذين يضيفون الحياة إلى شوارعنا كل يوم؛ نحن فخورون بكل شخص فيكم ونعرفكم ونقدر كل ما تفعلون».
 اللفتة الحضارية التي قلما تجدها في أي مكان، هي صورة من صور حرص الإمارات على تقدير وتكريم كل من يعمل ويخدم المجتمع مهما كان ذلك العمل بسيطاً، واعتبرتها الهيئة «مرحلة تجريبية للعملاء للتعرف على الأشخاص الذين يقودون سياراتهم».
كما أن المبادرة تعزز القيم الإنسانية التي تميز الإمارات والقائمة على نشر روح الاحترام للآخرين ممن يخدموننا، وحتى إن كانوا يتقاضون أجراً عن تلك الخدمة، فهناك أكبر من ذلك الأجر، ويتعلق بتقدير العمل ومن يقوم به ويخدم من خلاله كافة أفراد المجتمع.
سائقو سيارات الأجرة في كل العالم واجهة للمدينة وللدولة وليس فقط للشركة التي يعملون فيها، وهم مصدر الانطباع الأول عن المدينة وسكانها، ومن واقع تجارب السفر والترحال هناك مدن يتفادى البعض زيارتها من جراء تجربة مريرة مع سائق سيارة أجرة. لذلك أولت المدن السياحية الكبرى اهتماماً وعناية خاصة بهذه الفئة من السائقين، وقد أسهمت التقنيات الحديثة والتطبيقات المتعددة في الحد من ممارسات كان يُعرف بها سائقو سيارات الأجرة وبالذات في مدن ووجهات سياحية عالمية معروفة مثل لندن وباريس وبانكوك وغيرها.
تابعنا النقلة النوعية الهائلة التي شهدها قطاع خدمات سيارات الأجرة في الدولة بعد الانتقال لنظام شركات الامتياز بدلاً عن «أجرة» الملكية الفردية، وما صاحب ذلك من إخضاع السائقين للعديد من الدورات حتى يكونوا بالفعل واجهة مشرفة للبلاد وعنواناً للخدمة المتطورة الراقية. وجاءت اللفتة الحضارية من «طرق دبي» لتضيف بعداً آخر في تكريم هذه الفئة من السائقين والذين كانوا بالفعل «أبطالاً» في الظروف الصعبة مع بدء جائحة كورونا، وامتداداً لحسن الاعتناء بهم من حيث ظروف وبيئة العمل التي تشجع كلاً منهم على تقديم أفضل ما لديه لحسن تمثيل المدينة والبلاد بأسرها.
في طيات اللفتة الحضارية رسالة للجميع بأن يحرصوا على التعبير عن الشكر والامتنان والتقدير للعمال البسطاء الذين يسهرون على خدمتنا وراحتنا، وقد تربينا على أن «الكلمة الطيبة صدقة» وذات أثر عظيم.